جيش الاحتلال يقاتل بلا هدف.. وحماس تكسب بعزل إسرائيل

قال موقع "ذا نيشن" الأميركي، إن الاحتلال الإسرائيلي أخفق في تحقيق أهدافه السياسية في العدوان الذي يشنه على غزة، على عكس الطرف المقابل، رغم الدمار الهائل الذي تسبب فيه العدوان على القطاع المحاصر.

وأشار الموقع في تقرير نشره السبت، إلى التشابه بين هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهجوم شنه الثوار الفيتناميون في شباط من عام 1968، الذي كان كفيلاً بإحباط الأميركيين وجعلهم يراجعون مواقفهم من الحرب الفيتنامية، وذلك بالرغم من الخسائر الباهظة التي تلقاها الثوار الفيتناميون.

ونقل الموقع عن محللين استراتيجيين في مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، تحذيرهم من ان"إسرائيل تخسر هذه الحرب التي تشنها على الفلسطينيين على الرغم من العنف الكارثي الذي تمارسه منذ 7 تشرين الأول وبدا تكون حماس قد حققت كثيراً من غاياتها السياسية".

المقاومة تنتصر

وتحدث الموقع عن أهداف المقاومة الفلسطينية لا سيما السياسية منها. وقال: "مفهوم حماس للانتصار العسكري يتعلق بالمجمل بالدفع باتجاه تحقيق نتائج سياسية بعيدة المدى. لا ترى حماس إنجاز النصر في عام أو في خمسة أعوام، وإنما من خلال الاشتباك لعقود من النضال، وذلك النضال هو ما سوف يزيد من التضامن مع فلسطين بينما يزيد من عزلة إسرائيل. وتبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع، ويتحالف جنوب الكوكب بقوة مع القضية الفلسطينية، وتنفر أوروبا بسبب تجاوزات الجيش الإسرائيلي، وينطلق جدل أميركي حول إسرائيل، محطماً بذلك الدعم الذي تحظى به إسرائيل من الحزبين هنا منذ مطلع السبعينيات. وفي ما خص قدرات المقاومة العسكرية، فقد بات واضحاً بعد التهدئة الإنسانية أن حماس لم تُهزم عسكرياً. لكن يمكن الاستنتاج من الذبح الجماعي والتدمير الهائل الذي تقوم به إسرائيل في غزة أن لديها النية في تحويل المنطقة إلى مكان تستحيل فيه الحياة لما يقرب من 2.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك الآن، وكذلك الدفع باتجاه طردهم من خلال هندسة نكبة إنسانية بوسائل عسكرية".

إحباط إسرائيلي

والتقى تقرير "ذا نيشن" مع تقارير في الصحافة الإسرائيلية، تتحدث عن إحباط في الصفوف العسكرية لأسباب عدة، أبرزها عدم تحقيق أهداف الحرب. وكشفت صحيفة هآرتس السبت، النقاب عن إحباط يسود قيادة جيش الاحتلال، في ظل عدم تحديد الأهداف الواجب تحقيقها في نهاية الحرب على قطاع غزة المحاصر من قبل الحكومة الإسرائيلية، رغم مرور أكثر من شهرين على شنها.

وأشار المعلق العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل إلى أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي طالب قبيل بدء العملية البرية الواسعة نهاية تشرين الأول/أكتوبر، من المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن (كابينت)، أن يحدد بشكل واضح أهداف الحرب على غزة. وبعد حوالى شهر ونصف الشهر على بداية العملية، لا يزال هليفي ينتظر أن تحدد له الحكومة المصغرة تلك الأهداف.

وانتقد هارئيل بشدة بنيامين نتنياهو، معتبراً أن "كل ما يعنيه هو فقط محاولة تأمين مستقبله السياسي والاستعداد للانتخابات المقبلة، من خلال عقد لقاءات فارغة مع الضباط والجنود".

ثمن بلا أهداف

بدوره، علق الكاتب الإسرائيلي دان عدين على تقرير "هآرتس"، عبر منشور على منصة "إكس" قائلاً: "الجيش يواصل التقدم ويدفع ثمناً باهظاً دون أن تحدد له الحكومة هدفاً عسكرياً أو سياسة واضحة. ان التضحية بالجنود دون تحديد هدف واضح يمثل جريمة ترتكبها حكومة نتنياهو التي تتجاهل طلب قيادة الجيش تحديد أهداف للحرب". واتهم نتنياهو بتغليب الاعتبارات السياسية الداخلية والشخصية على متطلبات المصلحة الإسرائيلية في الحرب على غزة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات