من سجلّ المحرقة الكبير.. أو في البحث عن المقاوم الاّإنسانيّ

الأرض قانية الوجه ملطّخة الأيدي لم تحْوِ دموع السّماء متهاطلة

على غرار البحر الذي لم يدفن بعد فرعون وجيشه الغاشم

البحر موميات غير محنّطة يتقاذفها الأشباح بالأرجل وسحل الأكفان

أغْرقَ بنو صهيون بذاكرة مثقوبة أورشليم الغابرة

قُلْ : أين توجد أورشليم يا دجّال عصر مخذول؟

موسى ألَمْ يأمر كعيسى قتل المسيح الدّجّال ؟

غزّة الشّهيدة تصّاعد مسلخا فرجويا معولما لم يره العالم من قبل

يُذبح على عتباته على مدار السّاعة الهدّج والأطفال والنّساء والعجّز زرافات و وحدان

جسور الطّائرات الحربية بين الغرب وتل أبيب تُفرغ كلّ يوم عتادها السّاحق على غزّة الصّامدة

كلّ قطارات الغرب تصبّ الموت الحارق على غزّة

لا قرنيكا ولا دراسد يشبهان غزّة في ممارسة فنّ الإعدام على نطاق واسع لا مثيل له..

كل قطارات مدن أوروبا الكبرى وأمريكا اختارت وجهة واحدة :غزّة وإبادة شعب حرّ مستقلّ لا تقتله الغريزة الحيوانية

واسارْبورَهْ. أمسفُورتْ. مالينْ. درانْسي. روما. تاسّلونيك. كلِيي.

مدن كلّها قطارات لوجهة واحدة: الوصول في الظّلام إلى غزّة

انبعاث أوشويتز أنار الغرب في لحظة إلهام بجزّار جديد يتحكّم في قطارات باريس وبرلين ولندن وفيانا وبروكسال وروما وواشنطن وتل أبيب تسير ببطء تعطّبت بغزّة منذ أكثر من شهرين …

كلّ قطارات أنوار الحضارة جعلت من غزّة في رمشة عين مقبرة غزاوية فريدة تتراقص فيها تراتيل وأجراس تريبْلنكَه. شلمْنُو. مَلي ترُوسْتناتْسْ. سوبِبُورْ. مجْدَناكْ. بَلزاكْ. أوشويتزْ. جازينوفاكْ.

الطّائرات التّجارية تحوّرت إلى قطارات عسكرية خاصّة تعجّ بستّة مليون ضحيّة نازية..

قطارات لا تنقل إلاّ رفات الأبرياء من غزّة إلى غزّة في اتّجاه واحد بدون عودة

الدّفن هنا جماعي بساحات المدارس والأنهج المبقورة وحتّى داخل خراب البيوت المضهجة على رؤوس ساكنيها

هنا حضارة المقابر تُجرف بحديد التّراتيل والهلالويا وغريزة الغطرسة والانتقام

قطارات برلين العسكرية وقطارات فيانا وباريس وفرسوفي ومنسك تحلّق بسماء غزّة طائرات تجارية ترمي بأثقالها الدّموية على غزّة الباسلة

اختصَروا "فَالْ ديفْ" في ليلة واحدة بتدفّق كلّ قطارات الغرب متفجّرة دما وأشلاء عظام وأنينا نحو غزّة الشّمس

الطّائرات الشّبح قطارات موت وهي آخر اختراعات الغرب للتّخلّص من كلّ رمق حياة له صلة بالحقيقة والحرّية

تَغْرق سان لزار. ليون. اوسترْليتزْ. مونبرناس. درنسي. بويني. بتدافع محطات قتل خانيونس وجباليا ورفح والفلوجا وجحر الدّيك والشّجاعية

المدن المحتلّة المقتحمة بعمق الحلكة: القدس وجنين ونابلس وقلقيلية وطوكرم والخليل

هتلر لم ينتحر بباب بنْدبور

هتلريقيم بالقدس يتدافع إليه قادة الغرب

الإثنا عشرة سبطا يهوديا وُلد ثانية صهيونيا من رحم الغرب

السّبط الثّالثِ عشرة يربط بكيانه كلّ الأسباط المجرمين بأعلى مهارة في إدارة المحرقة

سلطة الوشاة القتلة في أوج تفوّق مبهر

قطارات الإبادة الجماعية تسير في صمت قاهر من القاهرة و الرياض والرّباط وعمّان والجزائر وتونس وأبو ظبي والخرطوم إلى غزّة مكتظّة بجثمان فلسطين العملاق المترامي الأطراف

الجنّة تحت أقدام غزّة الأمّ أيّها الخونة

التّنسيق ملهم على أعلى المستويات وإعادة بناء غزّة مطهّرة من الإسلام وتربية الأجيال على الخُلُق العظيم..

أصمتوا أيّها الخونة بأمر من يهوذا الإسخرْيوطي

إفلاس بني صهيون حقيقة لا ريبة فيها

قلْ لرئيس الأمبراطورية الجائرة أن أجدادك خلقوا إسرائيل- تكساس ولا فائدة للإطناب في التّملّق

الأستاذ الأعظم جاك دي مولاي لم يُشنق بساحة الكونكورد حيث شُنق لويس السادس عشر ثأرا له مادام اجتثاث البابوية يسير بخطى حثيثة ثابتة تحت أنقاض هيكل سيّدة باريس

جاك دي مولاي. إنّه يعود من وراء النّبش في الأرشيف المتراكم لاحتضان الهيكل على ذرى جبال سراة

حيث التقى سليمان ببلقيس العظيمة

طوفان الأقصى يتحدى تسن تسو وحنبعلوكلوزويتش بعبقرية مذهلة أزلية لكلّ زمان ومكان

لربّما وعسى أن تكون نهاية مسرحية الزّيف الهزلية آخر فرجة دمويّة صهيونية بلا تذاكر تأتي على مقلاع داوود وجالوت إلى الأبد