ثمة واحد "نضالوت" هنا، لم يتعلم شيئا منذ أربعين عاما من سنوات المحن وآخرها غزة ومن يقاتل في غزة وأي شيء يشد غزة إلى البطولة الإنسانية التاريخية، بعد مديح مطول لصمود غزة أمام الامبريالية العالمية، صاحبنا لم ير في ندرة الإقبال على الانتخابات المحلية إياها، سوى نهاية حكم النهضة ونهاية الإسلام السياسي، يعني حماس أو الجهاد يسار ماوي أو تروتكسي؟
وهو يحتفل بذلك غفل عن أخطر شيء: غول اللامبالاة بالشأن العام وفراغ الساحة العامة إلا من الزنوس والمحتالين وحالة التصحر السياسي والاجتماعي التي قد تجعل الناس ينظرون بسلبية وذهول ودهشة لتردي أوضاعهم وانتهاك حقوقهم وخصوصا غول الحكم الجديد الذي يقوم على الوشاية في غياب حقيقة ما يحدث وفي غياب إعلام حرفي مستقل يطرح الأسئلة الحقيقة ومؤسسات مجتمع مدني يفترض أن تضمن المساءلة والمسؤولية والتوازن بين السلط،
من يستطيع أن يسأل اليوم وزيرا عن خطة وزارته ومن يستطيع أن يرى وزيرا في ندوة صحفية مفتوحة؟ من يقدر على سؤال قاض عن قضية سياسية منع فيها النشر؟ تلعب صاحبي؟ أنا دخلت السجن صغيرا وخرجت منه بعد ثلاث سنوات بحكمة رئيسية: "الحقوق الإنسانية هي رأس المال"، إلا إذا كان صاحبنا "النضالوت" يرى أن ذلك لا يعني الشعب الكريم، المهم القضاء على خصمه السياسي،
أصابه قصر النظر التاريخي الذي جعله ينسى القضية الأم في العالم العربي منذ 80 عاما: نحن مواطنون كرماء لكن عزل في مواجهة طغيان غير مسبوق لأنظمة العسكر الملكية المتحالفة مع القوى العظمى باستغلال القوة العامة والسجون والمنافي والوشاية والرشوة والغنيمة، أجيال تناضل من أجل أن تخلق أرضية مشتركة نعيش عليها من أجل الحرية والمساواة وكرامة الإنسان في إطار القانون وأن ننهي الحكم الفردي الأزلي من أجل التداول السلمي على السلطة،
أعتقد أن مشكلة هذا النضالوت أنه يفشل في أية محاولة للحكم الديمواقراطي والحريات فيما ينجح فيها الإسلاميون، كما ينجحون في التحديات الكبرى مثل ما يقع في غزة، وهو دليل على أنهم، ليس فقط لم ينقرضوا كما تتوقع، بل يعودون بقوة، من شرعية وإنسانية القتال في غزة، بره يعطك داء حاشى من يقرأ،