ما يجب ان تعيه قوى التحرر الوطني العربية وعلى رأسها التيار الاسلامي السياسي العربي من اخوان وغيرهم باعتباره التيار الأكبر ، هو ان الغرب الاستعماري المتصهين وعلى رأسه امريكا سيحاول الان ان ينال بالسياسة ما لم يستطع كيانه اللقيط نيله من مقاومة متألقة ومنصورة .
سوف ينطلق المعسكر الاطلسي الامبريالي الصهيوني قريبا في موجة ترتيبات جديدة للعالم العربي بكل اقطاره يحافظ فيها الاستعمار على توازنات الهيمنة والتبعية التي فرضها منذ عقود . وسوف يحاول معسكر الشر هذا تمرير ترتيبات يكسر فيها ما حققته المقاومة من انتصارات على طريق التحرر الشامل .
ولكن هذه الترتيبات ستظهر طبعا في لبوس " التسويات العادلة " والمغرية التي ترعاها دول وقوى وظيفية وتعمدها( من التعميد ) تيارات وطنية يتم ابتزازها ومقايضتها وعلى رأسها التيار الاسلامي السياسي المضطهد والخارج مكسورا من عشرية " الربيع المغدور " ليعرض نفسه مرة اخرى في خدمة " تسويات امريكا المحبة للديمقراطية " التي تريد " اسلاميين بربطات عنق " لا بقاذفات ياسين .
ان هذه التسويات المغشوشة التي ستظهر بوادرها قريبا في ترتيبات داخل الاقطار العربية المازومة والتي تعيش صعوبات انتقال سياسي واقتصادي ، سوف تكون فيها شمال افريقيا كما المشرق العربي ضمن سلة ترتيبات واحدة من " حل الدولتين " للفلسطينيين الى " الديمقراطية المسقوفة " لهواة " التداول على الحكم " .
ان المطلوب اليوم وطنيا واستراتيجيا هو البناء على مكاسب ملحمة 7 اكتوبر لا على اوهام وبراغماتيات ربيع مغدور ومكذوب ولن يكون ذلك الا باتخاذ مكاسب المقاومة بوصلة ورؤية وقيادة لكل الخيارات السياسية التي تتبناها حركة التحرر الوطني والديمقراطي في التكتيك والاستراتيجيا بعيدا عن سقوف الدول الوظيفية والنخب المنحلة غير المعنية بمصلحة الامة واستقلالها الوطني الناجز …
هذه هي مسطرة التفكير والفعل السياسي التي يجب ان تعتمدها التيارات العربية الوطنية الكبرى ...دون ذلك تيه وضياع ولا مكاسب الا وضع النفس على ذمة المستعمرين .