صدر يوم الإثنين في واشنطن ب"تقييم التهديد" السنوي الذي أعدته وكالات الاستخبارات الأميركية، وقال التقرير إن إسرائيل ستواجه على الأرجح مقاومة من حركة حماس لسنوات قادمة، وهي علامة أخرى على أن هدف نتنياهو المعلن المتمثل في "القضاء" على الجماعة الفلسطينية غير ممكن.
وجاء في التقييم: "من الراجح أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة طويلة الأمد من حماس لسنوات قادمة، وسيكافح الجيش الإسرائيلي من أجل تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي تسمح للمقاتلين بالاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية".
ويتوافق هذا التقييم مع وثيقة استخباراتية عسكرية إسرائيلية تم توزيعها الشهر الماضي، وقالت إنه حتى لو نجحت إسرائيل في تفكيك حماس كقوة عسكرية منظمة، فإن الجماعة ستظل موجودة كـ "مجموعة حرب عصابات".
وذكرت تقارير أخرى أن إسرائيل تسعى جاهدة لتدمير شبكة الأنفاق الواسعة الموجودة أسفل غزة والتي تعتبر أساسية لبقاء حماس، وهي أكثر اتساعًا بكثير مما اعتقدت إسرائيل في البداية.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة تشارلز براون، وهو أعلى ضابط عسكري أميركي بالرتبة، قد قال في وقت سابق إن القتل الجماعي للمدنيين على يد إسرائيل في غزة "سيكون بمثابة نعمة تجنيد لحماس. فكلما تمكنت بشكل أسرع من الوصول إلى نقطة توقف فيها الأعمال العدائية، قل الصراع على السكان المدنيين الذين يتحولون إلى شخص يريد الآن أن يكون العضو التالي في حماس".
وقال تقييم التهديد الأميركي إنه "في حين أن حماس لن تختفي، فإن نتنياهو قد يفقد قبضته على السلطة. إن قدرة نتنياهو على البقاء كزعيم وكذلك ائتلافه الحاكم المكون من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة التي اتبعت سياسات متشددة بشأن القضايا الفلسطينية والأمنية قد تكون معرضة للخطر. لقد تعمقت واتسعت حالة عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحكم لدى الجمهور مقارنة بمستوياتها المرتفعة بالفعل قبل الحرب، ونتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة. ويقول التقرير إن تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل."
وذكر التقييم أيضا أن إيران لم يكن لها دور في هجوم حماس في 7 تشرين الأول، واعترف بأن طهران لا تسعى للحصول على سلاح نووي. وجاء في التقرير أن "إيران لا تقوم حاليًا بالأنشطة الرئيسية لتطوير الأسلحة النووية اللازمة لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار".
ويعترف التقرير بأن زيادات إيران في تخصيب اليورانيوم منذ أن مزقت الولايات المتحدة الاتفاق النووي في عام 2018 كانت تهدف إلى كسب النفوذ في المفاوضات، وليس السعي إلى الحصول على قنبلة. ويقول التقييم: "تستخدم إيران برنامجها النووي لبناء نفوذها التفاوضي والاستجابة للضغوط الدولية المتصورة".