هذا هو شعار المرحلة. وهذه هي القضية: استسهال سلب الناس حريتهم.. ومن يبرر اليوم الاحتفاظ بهذا أو ذاك على ذمة قضية بسيطة وعادية سيسجن غدا لمخالفة مرورية، لكن لن يتفطن إليه أحد لأنه لا يساوي شيئا…
يا دين الرب! من قال: ان الصحفي لا ينبغي أن يمثل أمام الأمن؟؟؟ من قال: ان المواطن ليس من حقه أن يشتكي بالصحفي؟؟؟
نحن نطالب بتطبيق القوانين في مادة الاحتفاظ بذي الشبهة والا يكون هذا الإجراء مثل منع السفر أداة للتشفي والانتقام، نطالب بألا يكون سلب الحرية دون حكم قضائي نافذ. وحتى في صورة ثبوت الجرم فإن العالم بأسره يناقش اليوم جدوى سلب الحرية وإمكان استخدام العقوبات البديلة..
المواقف الرخوة (نعم ولكن) هي عين السفالة والانتهازية، فقضية الحرية قضية مبدئية، وما يقال عن الصحفي يقال عن السياسي وعن اي مواطن عادي... لكن ما لا يقال عادة:إن من يبرر سجن شخص ما بسهولة يعبّد بلسانه طريق الاستبداد، ويقوض بيديه سقف البيت على رؤوس ساكنيه. إنه لا يمكنه الدفاع عن الحرية ويستطيع التفريط فيها بسهولة لأنه لم يدفع مقابلها أي شيء ولأنها قُدمت له على طبق من دماء الشهداء وهو لا يحتاجها أصلا، فقد رضع من ثدي الذل دهراً..
القضية تتعلق بوطن يضيع من بين أيدينا وصرنا نبكي في كل آونة وحين ماضيه الأجمل من حاضره. القضية تتعلق بشعب كامل يحلم بالحرية والعدالة والكرامة. ولا يدرك في واقعه المرّ ولو بعضا مما حلمت به أجيال متعاقبة، لكن الأحمق عندما تريه بهاء القمر يتوقف نظره عند طرف إصبعك.