الحقيقة الاولى : منذ صدم العالم العربي باتفاقية سايكس بيكو التي تقسم بلاد الشام إلى دول عديدة ، ثم بدأت كل من بريطانيا وفرنسا بتطبيق هذه الاتفاقية، ولاحقا تم استكمال مشروع التجزئة في الجزيرة العربية ، والمغرب العربي، ثم (تنصيب) أنظمة تلتزم بها، وتنفذها على الأرض، ثم نشأت أجيال وأجيال تتعامل مع تلك الحدود كأنها خطوط مقدسة ، تساءل باحثون ، وسياسيون في ذلك الوقت ، عن المنهجية التي اتبعها من رسموا تلك الخرائط .. ولماذا كانت على هذا الشكل، طالما لا توجد "امم أخرى" على الجهة المقابلة ، بل نفس القبائل ، ونفس التكوين الاجتماعي الإثني ، والعرقي ، وحتى الديني المزيج من إسلام ومسيحيين! .
راجع وثائق تلك المرحلة للاستزادة .
الحقيقة الثانية : أنه منذ توقيع اتفاقيات (السلام) مع العدو ، من كامب ديفيد حتى الإبراهيمية ، تحدث من رفضوا تلك الاتفاقيات عن ملاحق سرية ، وكان موقف من وقعوها من العرب يتراوح بين إنكار وجود ملاحق سرية ، وبين التزام الصمت! .
لكن وبمرور الوقت بدأت رائحة الملاحق السرية تفوح من ادراج الغرف المظلمة ! .
فمن يراقب سلوك من وقعوا تلك الاتفاقيات يلاحظ أنه ليس فقط توجد ملاحق سرية ، بل وسيعرف لماذا جعلوها سرية أيضا ! . لأنها تشتمل على بنود تدخل البلاد العربية الموقعة في مظلة أمن كيان الاحتلال ، وتحولها إلى أكياس رمل للدفاع عنه، لا بل تشمل اتفاقيات دفاع مشترك مع العدو ، ناهيك عن إعطائه أولوية على كل صعيد ، اقتصاديا ، وأمنيا ، وعسكريا . على حساب الشعوب العربية ، ومصلحتها ، ومصيرها .
لاحظ كيف أن الجيش المصري بقضه وقضيضه لا يملك أن يفتح معبر رفح!
أما حديث هذه الأنظمة عن مصلحة شعوبها، او عن دعم الشعب الفلسطيني، فلا يتجاوز قناع مهرج في سيرك للقرود.