زهير الجيس : حكاية الصياد والقبرة

أنا لو كنت طرفا فيها لكنت قدمت استقالتي احتراما للناس ولمهنة الصحافة، لكن في هذه الأيام الصعبة، دعونا نعود إلى حكاية الـ 100 مليار دولار قرض (قرابة ثلاثة مرات الناتج الوطني الخام) على 30 سنة بلا فوائد بضمانة ومعرفة المنشط الفذ سي زهير الجيس من شركة أمريكية بوساطة تونسي يعيش في ألمانيا،

لكن ثمة مشكلتان على الأقل: الأولى أن رئاسة الجمهورية أخذت الحكاية مأخذ الجد وأرسلت سيارة خاصة بالمال العام للإطلاع على الملف الذي لم يجد طريقه إلى أي من مؤسسات الدولة وهنا، إذا كان المهبول يأكل قلبة، فالذي بعقله لا يعطيها له، أو يقول له برى ألعب،

والثانية وين الكارثة في الإعلام: لما "الإعلامي" وهي تسمية ليس لها وجود ولا مسؤولية مهنية ولا قانونية، يجعل نفسه طرفا في الحكاية فيخرج عن السطر أصلا، الصحفي المهني يأخذ مسافة من الجميع وخصوصا مما قد تحمله إليه العاطفة لكي لا يفقد برود أعصابه وقدرته على التمييز والأهم من كل هذا أن الصحفي يجب أن يكون مختصا، يعني صاحبنا لم يقرأ أي رقم من أرقام الاقتصاد ولا حتى حكاية الصياد والقبرة التي قرأناها في الابتدائي، حين قالت له القبرة: "لا تصدق بما لا يكون أنه يكون" فلما أطلقها قالت: "يا شقيّ لو ذبحتني لوجدتّ في حَوصلَتي دُرَّةً وزنها عشرون مثقالاً"، فعضّ الصيّادُ على شفَتيه وتلهّف قالت: "لو جمعتَ عظامي ولحمي وريشي لم تبلُغ عشرين مثقالاً ، فكيف يكونُ في حَوصلتي دُرةً وزنها عشرون مثقالاً "،

أصلا أن تصدق أن ثمة من يقرض بلدا مثل تونس 100 مليار دولار بلا فوائض وعلى ثلاثين عاما، فأنت تحتاج إلى طبيب نفساني، باهي، وين وصلت الحكاية؟ ماذا فعلت رئاسة الجمهورية بالملف؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات