الطائرة الرئاسية الإيرانية لم تسقط لسبب ذاتي/ تقني

قولاً واحداً، حتى لو قال الإيرانيون غير ذلك مستقبلاً لسبب من الأسباب: الطائرة الرئاسية الإيرانية لم تسقط لسبب ذاتي/ تقني.

للمرة الأولى منذ سقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية تمكنت من العثور على شريط للطائرة بعد سقوطها، هو الأفضل والأوضح تقنياً من بين جميع مقاطع الفديو المتداولة.

لست خبير هندسة طيران أو حوادث طائرات، إلا أن ما تلقيناه من علوم عسكرية ثانوية في مجال اختصاصنا الأساسي (الاستطلاع الجوي)، تسمح لي بالمجازفة والادعاء بأن الطائرة لم تسقط لسبب ذاتي (عطل فني وما شابه)، وبأن هذا المشهد ليس ناجماً عن "هبوط صعب" أو "سقوط حر"، خصوصاً حين يكون السقوط وسط أشجار كثيفة تمتص جزءاً لا بأس به من الاصطدام وتخفف من آثاره، وحين تكون الطائرة صغيرة الحجم والوزن، كما طائرة "بيل 212" المنكوبة.

كل ما يظهره الشريط يؤكد ذلك : جثمان الرئيس محترق تماماً؛ جثمان وزير الخارجية مقطع؛ كرسي الرئيس محترق تماماً، بينما كرسي وزير الخارجية إلى جانبه لا يوجد عليه آثار احتراق؛ قمرة الطائرة ( جزؤها الأمامي) مدمر بطريقة مذهلة ومفتت تماماً، بينما جزؤها الخلفي (الذيل) سليم كلياً تقريباً، وآثار الاحتراق تظهر في كل مكان من أجزاء قمرة الطائرة…إلخ.

لا يذكرني هذا المشهد إلا بطائرة رئيس الوزراء اللبناني الآدمي المغدور "رشيد كرامي"، حين وضع له الجاسوس المجرم "سمير جعجع"(من خلال رئيس جهاز أمنه "غسان توما" وعميله الرائد في الجيش اللبناني "كيتل الحايك") قنبلة في مسند مقعده في طائرة هيلوكبتر شبيهة بهذه (على ما أذكر، أو طائرة "بوما") في يونيو 1987 ، حين كانت جاثمة في قاعدة "أدما" الجوية، التي كانت تحت سيطرة "القوات اللبنانية".

وقد أودى الحادث بحياة "رشيد كرامي" وحده من بين جميع مرافقيه، كما هو معروف، لأن القنبلة كانت صغيرة، وكان وحده المستهدف، وليس وزير الداخلية "عبد الله الراسي" الذي كان معه على متن الطائرة.

فبسبب مهارة الطيار "انطون بستاني" ومساعده تمكنت الطائرة يومها من الهبوط بسلام، رغم أن الطيار فقد الوعي لبعض الوقت، لكنه صحا في الوقت المناسب وتمكن من الهبوط بها على بطنها (كما تخبرنا ملفات محاكمة "جعجع" أمام "المجلس العدلي" وشهادات مرافقيه ، لاسيما مرافقه الأمني العقيد "جمال مواس"، الذي كان معه على متن الطائرة أيضاً).

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات