نشرت جريدة «الشرق الأوسط» أحاديث فخري كريم. طبعاً، كل المقابلات التي يُجريها غسان شربل يجب أن تصبّ في بوتقة المصالح السعوديّة: على المتحدّث أن يشيد بها و/ أو أن يذمّ خصومها.
لكنّ الأهم، الحديث عن إيران كالخطر الأكبر. هناك في الأحاديث الكثير عن تدخّلات أميركيّة كثيرة وتهديدات من الحكومة الأميركيّة للسياسيّين العراقيّين. لكنها لا تهمّ شربل، فيعمد فقط إلى التركيز على إيران وعلى قاسم سليماني، وأنه هدّد المسؤولين في العراق.
مصدر شربل لتهديد السليماني هو هوشيار زيباري، المعروف بحاديّته وإنصافه رغم قربه من الحكّام العسكريّين الأميركيّين الذين توالوا على حكم العراق «المُحرَّر». يقول كريم في إرضاء شربل إنّ سليماني بعث برسالة كانت «شديدة اللهجة وقاسية جداً». ويعترف بأنّ مستشار السفير الأميركي اتصل به ونقل إليه طلباً من الرئيس الأميركي لسحب ترشيح جلال طالباني بحجّة أنه «رجل إيران».
طبعاً، لا يتوقّف شربل عند هذا التدخّل لأنه لا يعنيه والتوقّف عنده يحيد عن أجندة شيطنة إيران. طبعاً، فخري كريم يردّ بقوّة على المتصل الأميركي وبعنفوان، ويقول إنه طلب من الدول ذات العضويّة الدائمة في مجلس الأمن التدخّل مع أميركا لوقف تدخّلها.
لكن لماذا لم يُعلن كريم اعتراضه على التدخّل في حينه؟ ألم يكن أجدى له وللعراق؟ لكنّ التدخّل الأميركي استمرّ واتصل به قائد القوّات الأميركيّة بنفسه، لكنه كان ديبلوماسيّاً، حسب وصف كريم. يندم كريم لأنه أيّد المالكي، أو يحثّه شربل على الندم. طبعاً، يفضل كريم اليوم إياد علاوي، المرشّح السعودي الدائم. لكنّ كريم لا يؤيّده لهذا السبب أبداً.
أما عن حقبة المجلس العسكري الذي حكم العراق، فيرى فيه النفوذ... الإيراني كأن القوّات المسلّحة الأميركيّة ليست إلا ذراعاً لإيران (وهذه مثل نظريّة الصحافة السعودية بأنّ باراك أوباما كان شيعيّاً سراً). يندد كريم بحكم صدّام، لكنه يمدح حافظ الأسد الذي أمدّ حزبه بالمال (على غير عادة النظام السوري المُقتِّر). التقى مع القذّافي لكنه لم يدعمه بالمال، بل ببعض السلاح فقط. مسيرة اليسار العربي قصّة عجائبيّة.