«حزب الله» يبث الحلقة الأولى من رحلة طائرة التجسس «الهدهد» التي أرسلها فوق الشمال الفلسطيني المحتل، حتى عمق حوالي أربعين كيلومتراً، بما في ذلك حيفا ومحيطها، وصورت جميع تفاصيل المواقع العسكرية والمنشآت الصناعية والاستراتيجية المرتبطة بالجهد الحربي الإسرائيلي كـ «بنك أهداف» للساعات الأولى من من أي حرب مفتوحة. ومن المعتقد أن الحلقة الثانية من التصوير ستشمل منطقة «غوش دان» (تل أبيب الكبرى)، وربما أبعد من ذلك، نظراً لوجود سابقة في العام 2012 حين تمكنت إحدى الطائرات من أجيال أقدم بالوصول إلى مفاعل ديمونة في النقب، بإشراف قائد الوحدة الجوية في الحزب، المهندس «حسان اللقيس».
التصوير الذي أفقد الإعلام الإسرائيلية صوابه «فضيحة» أمنية وعسكرية غير مسبوقة، فقد فشلت الرادارات و وسائط الدفاع الجوي وأجهزة الاستطلاع الإسرائيلية الأخرى في اكتشاف الطائرة وإسقاطها رغم أنها عبرت وتجولت فوقها كلها على مستوى منخفض جداً وصورت أدق تفاصيلها، كما يوحي وضوح التصوير.
أهمية التصوير ليست في دقته وتفاصيله فقط، بل أيضاً في أنه اعتمد على استخبارات من نوع آخر (بشرية و /أو ألكترونية) لمعرفة حقيقة وتفاصيل و وظائف المواقع التي جرى تصويرها والغايات التي أنشئت من أجلها، بما في ذلك خنادق وأنفاق لإجراء تجارب عسكرية معينة.
بث الشريط في هذا التوقيت رسالة إلى المبعوث الأميركي – الإسرائيلي «عاموس هوكشتاين» الذي جاء يحمل آخر التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان: هذه المواقع ، ومساكن آلاف الموظفين والتقنيين والعسكريين الذين يعملون فيها، ستكون أهدافاً في الساعات الأولى من أي عدوان إسرائيلي.
وكان الإعلام الإسرائيلي استنفر محلليه العسكريين منذ أن بثت «المنار» قبل ساعتين إعلانا يقول «انتظروا ما عاد به الهدهد من فلسطين».
في العام 2013 اغتال فريق كوماندوز إسرائيلي مكون من 12 عنصراً، بمساعدة عملاء محليين (سوريين ولبنانيين أصوليين)، المهندس «حسان اللقيس» ، مؤسس مختبرات وحدة القوى الجوية لدى الحزب، لكي لا يصل الحزب إلى الحال التي هو عليها اليوم، ولكن دون فائدة. وكانت المحاولة الثانية، إذ سبق لهم أن حاولوا اغتياله بقصف جوي لمنزله خلال عدوان 2006، ولكنه نجا بأعجوبة واستشهد ابنه «علي»، ابن السبعة عشر عاماً.