لماذا ينجح اليسار في الغرب ويفشل في الوطن العربي؟

على خلاف كلّ التّوقّعات، نجح تحالف اليسار الفرنسي في إطار" ائتلاف الجبهة الشّعبيّة الجديدة" في تصدّر نتائج الإنتخابات البرلمانيّة في دورها الثّاني ،حيث حلّ في المرتبة الأولى ، ونجح في تحجيم اليمين المتطرّف ، ممثّلا في "الجبهة الوطنيّة" التي تراجعت إلى المرتبة الثّالثة. هذه النّتائج تؤهّل "تحالف اليسار" إلى حكم البلاد وتطبيق برنامجه الإجتماعي، الذي كشف عنه في حملته الإنتخابيّة، وإن لم يفز بالأغلبيّة المطلقة،حيث قال "جان لوك ميلنشون" زعيم أكبر حزب في تحالف اليسار بأنّ "صوت الصّناديق لا يقبل التّلاعب "، وأنّ على الرّئيس أن ينحني أمام نتائج الإنتخابات" نجاح باهر من داخل قلاع الرّأسماليّة.

بعيد الإعلان عن مفاجأة الإنتخابات، قال" جان لوك ميلنشون"، اليساري الرّاديكالي وزعيم حزب "فرنسا الابيّة"وأحد قادة تحالف اليسار، بأنّ نتيجة الإنتخابات، جاءت نتيجة "جهد رائع"، نجح في إبعاد خيار التّطرّف. هذا الجهد الرّائع، كشفت عنه المضامين الفكريّة للحملة الإنتخابيّة، التي جعلت تناقضها الرّئيسي مع الميز العنصري ضدّ الأقلّيات وفي مواجهة توحّش رأس المال ومع قوانين الهجرة ومع التّرفيع في سنّ التّقاعد (64 عاما) ومع التّقليص في مساحة الحقوق والحرّيات ومع نقص العدالة والمساواة . بينما يدفع اليسار العربي ثمن تلاعبه بمسألة "التّناقض الرّئيسي و الثّانوي" لتبرير الإستبداد فشلا في كلّ المحطّات الإنتخابيّة.

الرّابحون والخاسرون من فوز اليسار.

شكّل صعود اليسار الفرنسي صدمة لإسرائيل، حيث أعلن "ميلنشون" بأنّ على الدّولة الفرنسيّة الإعتراف بالدّولة الفلسطينيّة ووعد بأن يدفع من أجل ذلك. وقد كانت الإعلام الفلسطينيّة حاضرة في احتفال "ائتلاف اليسار" بفوزه التّاريخي،وما من شكّ في ان إسرائيل كانت تفضّل صعود اليمين المتطرّف.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات