هنيئا هنيّة، هنيئا أبو العبد، هنيئا اسماعيل، كنت الذبيح و كنت الضحية، و كنت حاملا لهمّ أمّة،خانت نفسها و باعت القضيّة.
هذا عيدك يا اسماعيل، عيد الاضحى و قد صدقت الرؤيا ،فهنيئا أيّها الصّادق، المجاهد، المقدام فقد نلت ما يتمنّاه كلّ ثائر و جمعت الحسنيين ،حياة الكرام و موت العظام.
طالتك يد الغدر بعد أن طالت 60 من أفراد عائلتك و 40 الف من اهلك في غزّة وسط عجزنا و صمتنا و توطئنا و خيانتنا الجليّة.
كنت دوما مشروع شهيد و ها نحن نشهد تحقّق مشروعك لتلتحق بالشيخ ياسين و العيّاش و الرنتيسي و أبو علي مصطفى و أبو جهاد ،يعتقد العدوّ الغاشم المجرم القاتل بأنّه بتصفيتك سيصفّي القضية و كأنّه ما قرأ تاريخا و ما عرف أنّ الفكرة حيّة لا تموت.
استشهدت في أرض غير عربية، في طهران ، و بعض العربان المتصهينين من كانوا ينهشون لحمك و أنت حيّ و يتّهمونك بنضال النزل ذات الخمسة نجوم و بعمالتك لإيران، مع أنّهم أوصدوا ابواب عواصمهم و حاصروك و حاصروا شعبك و تآمرو مع العدوّ لإبادته و تصفية القضية،هاانت تقدّم لهم برهانا ساطعا حسّيا بعد أن دفعت تسبقة بستين فردا من ابنائك و احفادك و اقاربك، و هاهم يلمّحون الى مسؤولية إيران في اغتيالك بالتهاون في توفير الحماية الكافية لك،و هم من يوصدون الابواب في وجهك و يمتنعون حتّى عن استقبالك!
أوجعنا رحيلك يا سيّدي القائد ،أبكانا فراقك و لكن ما يوجعنا أكثر و يبكينا هو صمتنا و عجزنا المذلّ، و بعضنا، و غزّة مازالت تباد و اهلها يموتون جوعا و قصفا و حرقا، يمرحون و يرقصون،نحن الموتى يا هنية، نرثوك من سجوننا، من قبورنا المظلمة،و أنت الحيّ ننتظر منك رثاء لحالنا،لقد عشت حيّا و متّ حيّا..اللّهمّ احينا حياة هنيّة و أمتنا موتة هنيّة…هنيئا هنيّة.