كيف لي أن أحبّك إن لم أكن إنسانا؟

حبيبتي،اعترف لك بأنّي لست بالقوّة الّتي أحاول أن أظهرها، لا تغرّنّك صلابتي و تماسكي كالبنيان ،أنا ضعيف إلى درجة لا توصف، يسكنني الخوف و يكبّلني العجز و بدرجة ما أنا جبان أحسد أولئك الشجعان، فكيف لي أن أكون مثل لوركا و هو يخاطب حبيبته عندما واجه الإعدام:" ما الإنسان دون حرّية يا ماريانا؟قولي لي كيف استطيع أن أحبّك إن لم أكن حرّا؟ "

اعترف لك حبيبتي أنّني اخاف من الوحوش و الظّلام و الفئران ، من الحرس و العسس و السلطان، من الغول و الخنافس و الدّيدان، و أنّني لو قبض عليّ كما تخشين فقد اعترف قبل السّؤال بأنّني وراء كلّ المؤامرات،و اللّوبيات، منذ سقوط غرناطة الى انهيار البرجين بل أنّني كنت ممّن فجّر الطّوفان!

حبيبتي، تلومينني، كيف أضرم النّار في جسدي لشعب من العميان؟

لمن تقرع الأجراس و قد صمّوا الآذان؟

ما أثر أظافرك في جبل الطّغيان؟

هل يستحقّون من تضحّي لأجلهم أن تلقى وراء القضبان؟

حبيبتي، صحيح، أنّني ضعيف،قد ترعبني صرخة، و تسقطني صفعة و بدرجة ما جبان، لكن دعيني أحاول أن أكون إنسانا، فكيف لي أن أكون إنسانا إن لم أكن حرّا و كيف لي أن أحبّك إن لم أكن إنسانا؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات