هو يعلم انه يمسك الوهم لا الحقيقة.. وهم السلطة والقوة..

لو كان واثقا من الشعبية المزعومة ومن الفوز الساحق لما كان هلعا بهذا الشكل..حتى يجازف بالحدّ الادنى الذي يمنح للعملية الانتخابية احترامها لدى من ترشّح ومن سينتخب.. اراد ان يغلق كل المنافذ امام نتيجة قد تصدمه ولكنها ليست مستحيلة!

للحظة اعتقد انه احكم سيطرته تماما علي المشهد الانتخابي وصندق العملية وفق حساباته.. لكن وبشكل مباغت تقف المحكمة الادارية لتقول كلمتها.. ويكتشف ان اجهزة الدولة الصلبة ما زالت تدافع عن دولة القانون وليس قانون الدولة الذي وضعه منفردا، مستنفرا، مستعديا !

هو يعلم ان صمت الاغلبية ليس قبولا بقدر ما هو استنزافا نفسيا ويأسا قاتلا من التغيير و شعور بالإحباط من الجميع..ويعلم ايضا انه صمت يربّي الغضب والحقد ويمكن ان ينفجر بقادح صغير جدا.. ولذلك كانت مسيرة الحرية الاخيرة مرعبة ومخيفة و مستفزة في جمعها لكل الافكار والمرجعيات .. فأتي ردّ الفعل غاضبا ،متحديا ،باطشا في سدّ المنافذ !

هو يعلم ان انجازاته الصفرية لن تتغيّر بتضخيم الارقام او بكرانكة المسار من جماعة الطولة والدهينة والذين يجتهدون في طلاء واجهات بائسة بألوان ترابية باهتة وكئيبة!

هو يعلم انه يمسك الوهم لا الحقيقة.. وهم السلطة والقوة.. وهم الحكم المؤبد الذي لا ينتهي.. وهم صنعوه على مقاس غضبه وسخطه ورغبته في زعامة ما وصدّق الاحجية...لكنهم صنّاع محتالين انتهازيين وهو ايضا يعلم بذلك ولذلك لا يتردد للحظة في ان يلقي بأي واحد منهم في اول مزبلة متي انتهت صلوحيته..دون ان تأخذه به لا رحمة و لا شفقة.. يسلّمه للجماهير الغاضبة لتنفّس به غضبها.. يتلذذ هو بنهاية البيادق ولذلك دائما يختار لهم نهاية غير متوقعة في وقت غير متوقع.. !

اخر ورقة لعب يملكها اليوم هو التشتت.. عداوات الماضي التي ما زال يستثمر فيها بشكل مبهر.. الضغائن والاحقاد القديمة التي يغذيها دائما وبأساليب مختلفة !!

هو يعلم وانتم لا تعلمون.. الحلّ سهل وبسيط.. مرهون في جملة : " فليكن اليوم من أجل الحرية والديمقراطية واسترجاع الجمهورية ولتؤجّل الخلافات والمعارك الى الغد " جملة بسيطة جدا ولكنها تحتاج الى شجاعة كبيرة..

ولكن اعتقد ايضا ان هذه الشجاعة ستفرض فرضا في لحظة الصفر.. ليست هناك حلولا اخرى.. كل الوصفات جرّبت وفشلت.. وبالتالي مع الصمت المهين لبعض القوى الحية.. لم يعد هناك من حلّ الا القفز علي الفجوات والمجازفة !

وسيحدث ذلك.. بطريقة ما سيحدث…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات