تذكرت هذه المقولة وانا اتابع التفاعلات بخصوص موقف نرمين صفر.. ما فهمتش علاش مستغربين ان يكون لنرمين موقفا يعبّر عن قناعاتها.. وان ينعت ذلك الموقف بانه "ارجل" من برشه مواقف !
انت وقت اللي تستغرب يعني في مخك محطي نرمين في درجة أدنى من البقية..وهذا ليس صحيح ابدا.. نرمين بنيّة تونسية كانت ديما عندها مواقف من الشأن العام وتعبّر عليها بطريقتها القريبة من الناس..
ولكن لأنها عفوية ومنسجمة مع روحها ولا تدعي في العلم فلسفة ولا تجلس في برج عاجي لتلقي علينا كلاما اجوفا ولا تنظر من فوق انفها وهي تتحدث الينا ولا تحسب عباراتها خوفا من تسكير فانة الدعم متاع وزارة الثقافة ولا تختبئ خلف نصوص تافهة مكتوبة بلغة عربية متينة زعمه زعمه انت عميق ومفكّر ونحن لم نر لك فكرة وحيدة يمكن التأسيس عليها في بناء وعي مجتمعي قادر علي مواجهة هذه اللحظة العصيبة.. ولا تطمر رأسها في التراب ككل الجبناء في التيار الثقفوتي الوظيفي في البلاد ظلّت دائما تحلّق خارج السرب..
نرى ان موقفها الحالي غريبا ويفترض ان يصدر عن غيرها من اصحاب الحظوة الاعلامية والجماهيرية اللي لاهين يلمو في الفلوس من اشباه الاشباه.. لأن الفن والفكر دون رسالة وموقف هو شركة مقاولات لا غير!
وظلّت نرمين دائما موصومة من مجتمع "الاخلاق الحميدة" الذي لا يعرف الاخلاق الا في علاقة بأسفل الجسد.. مجتمع يمارس كل الشرور في الخفاء ويلبس ثوب العفة علنا وبئس هذا المجتمع!
عندما تعبّر عن انبهارك بموقف نرمين و تراه فتحا "رجوليا" لم يقدر عليه الرجال وتستعمل تلك العبارة البائسة "ارجل من كذا" بالعكس انت تسيء الي نرمين وتنفي ذاتها كامرأة لها موقف..
نرمين صفر، ليست "ارجل" ولا "أقل رجولة".. نرمين صفر امرأة شجاعة و عميقة.. وتقوم بدورها في التفاعل مع الشأن العام من موقعها كمؤثرة ووجه معروف.