ادارة الازمة ..وللنشطاء سديد النظر

أنا أكن كل الاحترام والتقدير وارفع القبعة لكل الشباب والقوى والاحزاب التي تتقدم الان - كما فعلنا نحن سابقا- في معركة التصدي للتسلطية وتناضل من اجل استعادة المسار الديمقراطي والدفاع على الحريات وتحرير الارادة الشعبية في المحطات الانتخابية .

ولكن عندي رأي منذ مدة ليست بالقصيرة مفاده ان الطبقة السياسية اخرجت نفسها تقريبا من مدار الفعل في الواقع السياسي التونسي الذي يبدو لي حاليا ان التأثير فيه هو لمن يملك مفاتيحه بالقوة المادية والرمزية لترتيبه وفي كل الاحوال لا ارى الطبقة السياسية التونسية هي ممن يملك مداخل التأثير فيه .

تقديري ان السلطة الحاكمة مأزومة هذا لا نقاش فيه فالاكتفاء بالقوة العارية لا يمنح اي سلطة قوة سياسية واخلاقية امام محكوميها ولكن في المقابل لا تبدو لي الطبقة السياسية في موقع القدرة على الفعل اذ مازالت معاقة بانقساماتها وسوء تقديراتها وغياب ردود افعالها المناسبة في الوقت المناسب .وهي نفس الاعاقات التي انتهت بها الى خسارة تجربة الانتقال الديمقراطي وتبديد رصيد " حدث " 14/17 .

توازن الضعف بين السلطة والمعارضة يضع البلاد في وضع عطالة واستقرار في الازمة ولذلك لا اجدني متحمسا لما اراه حراكا احتجاجيا للمعارضة وان كنت كمعارض للسلطة ومدافع عن الديمقراطية لا املك الا احترام اي حراك من اجل الحرية ولكن من حقي ان اعتبره بلا جدوى ما لم يكن برؤية سياسية وبرامج وارضية مشتركة توجهه وتتجاوز ازمة الطبقة السياسية واعاقاتها التي كانت سبب ما وصلنا اليه بعد ثورة كان من المفروض ان تفرز انتقالا ديمقراطيا ناجحا ومجمعا عليه بين كل القوى الوطنية .

هل انا متشائم من امكانية استعادة بلدي لعافيته الديمقراطية ؟ نعم بهذا الاداء الحالي للطبقة السياسية وبما خبرته فيها من عوائق في العقل السياسي الذي يحكمها .

هل تستطيع السلطة ان تواصل انكارها لأزمتها كحكم فردي منغلق ؟ لا ارجح ذلك ..

اذن ؟ ...لا أدري ..ولكن كل ما ارجوه ان يجد النشطاء طريقا لحل وطني يخرج البلاد من مراوحتها في توازن الضعف..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات