مات سيّد المقاومة و ستبقى المقاومة

استشهد صاحب العمامة السّوداء،كان ذلك منتظرا،كان مشروع شهادة و هو مصير من سلك تلك الطّريق ليلتحق بقوافل الشّهداء.

عرفنا السّيد حسن نصر اللّه المكنّى بأبي الهادي منذ أن كانت لحيته سوداء،ذاك الخطيب المفوّه ،المبتسم ذو اللّكنة الجذّابة و صاحب النكتة خلال خطاباته الجادّة.

ولد في برج حمّود في 31 أوت 1960 و نشأ في حيّ مختلط من المسيحيين الأرمن و الدروز و الشّيعة و الفلسطينيين و كان والده يملك بستانا صغيرا للخضراوات.

قضى فترة وجيزة في النّجف بين سنتي 1976 و 1979 لينخرط في مقاومة الاحتلال الصهيوني منذ سنة 1985 حتّى سنة 2000 تاريخ انسحاب الكيان السّرطاني اللّقيط من الجنوب.

تولّى الأمانة العامّة لحزب اللّه في 16 فيفري 1992 خلفا للسّيد عبّاس الموسوي الّذي اغتاله العدوّ المجرم ليخوض حرب تمّوز 2006الّتي دامت 34 يوما لتنتهي بقرار أممي(1701).

تورّط في دعم النّظام السّوري سنة2013 و هو ما تسبّب في تشتيت تركيز الحزب و أفقده بعضا من حاضنته الشّعبية في العالمين العربي و الاسلامي.

ليستعيد بريقه و مكانته في وجدان الأمّة بعد موقفه المبدئي في إسناد المقاومة الفلسطينية في غزّة وسط خذلان عربيّ شامل (باستثناء اليمن و العراق) و صمت و تواطئ عالمي كامل.

قدّمت المقاومة الاسلامية في لبنان مئات الشّهداء نصرة للمستضعفين في غزّة و مازال بعض المثبّطين المتخاذلين المتذاكيين يصرّون على أنّها مسرحيّة!

استشهد السّيد حسن نصر اللّه بقرار أصدره النّتن ياهو من الأمم المتّحدة الّتي تدّعي أنّها تسعى لإيجاد حلّ، استشهد بسلاح أمريكي و بثمانين قنبلة يصل زنة بعضها لألفي رطل سوّت ستّ عمارات سكنية بالأرض و احدثت حفرة بعمق عشرة أمتار.

تمكّنوا من السّيد بعد أن استنفرت كلّ قوى الاستعلاء العالمي و تواطئ و تخاذل عربي و سوء تقدير و براغماتية زائدة ايرانية و خيانات و اختراقات جليّة و تشبّث باستراتيجية الصّبر و قواعد الاشتباك مع عدوّ ليست له ضوابط و لا يؤمن بالقواعد و في لحظة تتطلّب بعض الجنون و التفكير خارج الصّندوق كما تفعل ذلك المقاومة في غزّة.

هي ضربة موجعة و مؤلمة خصوصا مع فقدان المقاومة في لبنان للعديد من قياداتها من الصفّ الأوّل لكن يستحيل أن تكون القاضية.

استشهد الموسوي سابقا فأتى من هو أشدّ منه و أقوى،و استشهدت قيادات عدّة لتبرز أخرى.

تلك هي المقاومة و تلك هي سيرورتها تنتعش و تتأجّج شعلتها بالشّهداء الّذين يسقطون في طريقها.

فليفرح العدوّ الصهيوني الغاشم مؤقّتا و ليرقص كلّ المتصهينين العرب و كلّ الموتورين الغرائزيين العاجزين على ترتيب الأولويات و الّذين يستدعون الطّائفية و كلّ ما يمزّق الأمّة في أشدّ فترات هوانها و انحطاطها.

سيفرح كثيرا من سيفرح أخيرا،المقاومة فكرة و نهج و الفكرة لا تموت، و هي فطرة الإنسان السّوي كردّة فعل طبيعيّة تجاه الظّلم و الاحتلال.

مات سيّد المقاومة و ستبقى المقاومة.

مات السّيد حسن و سيبقى نصراللّه ،ذاك وعد اللّه.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات