هل يمكن أن يقبل جوزيف عون أن يأتي برغبة أميركيّة-اسرائيليّة مُشتركة؟

طبعاً. يومها، كان هناك العشرات ممّن أسّسوا لاحقاً حزب الله. هؤلاء اليوم بعشرات الآلاف وتلّقوا التلقين العقائدي والتدريب العسكري تحت قيادة نصرالله.

وهم منظمّون ومهيّأون بالرغم من الهزّة التي أصابت الحزب بسبب الاختراق الهائل الذي أصابه (بفعل تكنولوجيا حديثة زائد تجسّس بشري قاتل). محاولة أميركا لتشكيل سياسة جديدة وفرض ١٧ أيّار جديدة سينطبق عليها، لو حدثت بالفعل، ما نسبه هيغل لماركس: إنّ المرّة الثانية ستكون مسخرةً.

في المرّة الماضية، طُرد الوجود العسكري الأميركي من لبنان في غضون سنتيْن (ومن معظم الجنوب)، بفعل ضربات قويّة على يد ما أصبح في ما بعد حزب الله (مع «أمل» والأحزاب التقدميّة). كيف عرفنا عن نوايا أميركا؟ من «أكسيوس» وهي منبر موسادي.

ولأنه موسادي، فإنه وثيق الصلة بمركز القرار في واشنطن وفي تل أبيب. الصحافي باراك رافيد الذي يكتب فيه، له سبق صحافي بصورة شبه يوميّة، وهو ذو خلفيّة عسكريّة واستخباراتيّة إسرائيليّة.

يعترف رافيد بأنّ الحكومة الأميركيّة تريد أن تستفيد من ضرب حزب الله من أجل تغيير موازين القوى لإضعاف حزب الله والإتيان بجوزيف عون رئيساً للجمهوريّة (يقول الموقع إنّه يحظى بدعم فرنسا وأميركا، ويمكن أن نزيد قطر. ).

لكن هل يمكن أن يقبل جوزيف عون أن يأتي برغبة أميركيّة-اسرائيليّة مُشتركة من أجل الافادة من إضعاف الحزب؟ كيف يمكن ألا يؤثّر ذلك على شرعيّة حكمه السياسيّة؟

السؤال هذا يطرح تساؤلات عمّا إذا كان التسريب مراده حرق ترشيح عون وإظهاره كمرشّح أميركا وحليفتها. لكن أميركا تجهل أنّ نفوذ رئيس الجمهوريّة بعد الطائف ضعيف للغاية، وأن الحزب، حتى لو تعرّض لضربة قاسية، لا يزال موجوداً بشخص عشرات الآلاف من الأعضاء والأصدقاء والمؤيّدين. هؤلاء لم يستوعبوا بعد ما حلّ بالحزب وخسارة نصرالله، وهم سيردّون على أعدائهم عاجلا أم آجلاً.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات