"مع أشقائنا في مصر نحاول إنقاذ الموقف من خلال مبادرة أخي فخامة الرئيس السيسي للتوصل إلى هدنة تسمح بإدخال كل ما يحتاجه الغزاويون إلى غزة في انتظار حل نهائي، والحل النهائي لا يكون إلا بتسيير الفلسطينيين لأراضيهم بإشراف ربما دول صديقة وشقيقة مثل مصر ، ولكن إدخال عنصر جديد على غزة لتسيير غزة ما بعد ما يحدث اليوم".
السيد عبد المجيد تبون في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره المصري.
هنا تتبنى الجزائر بشكل واضح ورسمي خطة يطرحها الأمريكيون ووافقت عليها الدول العربية المطبعة وعلى رأسها مصر والإمارات.
الخطة هي نشر قوات عربية في غزة بعد انسحاب الاحتلال منها، مع استعادة سلطة رام الله للسيطرة على قطاع غزة والذي تشير إليه عبارة "إدخال عنصر جديد على غزة لتسيير غزة ما بعد الحرب"، نحن هنا في خطة "اليوم التالي" التي لا مكان فيها لحماس والمقاومة.
هذه الخطة لن تنفذ إلا بموافقة إسرائيلية، وسبق للمقاومة أن أنذرت الجميع بأنها ستتعامل مع أي قوة تدخل قطاع غزة كما تتعامل مع الاحتلال.
لا أفهم أبدا لماذا تتورط الجزائر في هذا الموقف؟ الجزائر غير معنية بأي تدخل في القطاع لاستبدال حماس، ولن تشارك في أي خطة تنفذ تحت المراقبة الإسرائيلية، وهي غير معنية بالبعد الآخر للخطة ألذي يستهدف الشق الاقتصادي والذي يراد به احتواء القطاع وادخاله في مشروع أوسع للتطبيع.
لا يمكن أبدا أن يكون الموقف المبدئي للجزائر من القضية الفلسطينية متطابقا مع الموقف المصري المتماهي مع الخطط الأمريكية والصهيونية، وما أعلن في القاهرة اليوم يبتعد مسافة كبيرة عن المواقف السابقة المعلنة من قبل السيد تبون نفسه.
الجزائر لم تكن مجبرة على إعلان هذا الاصطفاف في هذا الظرف العصيب.