مع كامل الاسف انتهت هذه التجربة الفريدة في تاريخ الصحافة التونسية.. مؤسسة اخرى ترحل بسبب الضائقة المالية وبسبب استهانة الدولة بقطاع يحتضر.
مع الاسف بدأت علاقتي بالشارع المغاربي حين اشرفت التجربة على نهايتها.
كانت تجربة مكثفة في وقت وجيز.
لا اتذكر اني كتب في جريدة هذا العدد من المقالات في وقت وجيز جدا لا يتجاوزثلاثة أشهر بمعدل مقال في كل اسبوع تقريبا وها هي مترتبة من اخر مقال الى الاول.
- بطاقة الجلب الدولية التي يهملها الانتربول !
- الرجل الذي يسكن المرافئ .. كائن غريب لا يدري ما مصيره
– الأستاذ أمين محفوظ و سيرة الحب
- الاتحاد العام التونسي للشغل : المساس بالفصل العشرين أو الخطيئة الكبرى
- هل يجوز لرئيس الجمهورية تغيير الحكومة في الفترة الانتخابية ؟
- المثقف والسلطة
- تجربتنا المريرة مع محنة » الرئاسة مدى الحياة
- اليمين الفرنسي المتطرف و « حق الأرض » » Droit du sol » الوجه الآخر لفرنسا الاستعمارية بقلم
عبد السلام الككلي وعلي الجوابي
- في محاورة خالد الكريشي هل كتاب الإسلام السياسي للبحري العرفاوي مؤلف جماعي
وقد اتمتت بالأمس مقالا هو عبارة عن تحية خاصة لمحمد بوغلاب وسنية الدهماني وكنت استعد لإرسالها الى الجريدة قبل ان أفاجأ صباح اليوم بالخبر الحزين.
وللتاريخ والأمانة فاني انوه هنا بالصحفية عواطف البلدي التي كانت صلتي الحميدة بالجريدة .فقد ارسلت لها مباشرة باعتبارها المسؤولة عن الملحق الثقافي اول مقال نشرته وهو يتعلق بتعريف « المؤلف الجماعي » في رد على خالد الكريشي وفي صلة بمؤلف البحري العرفاوي حول الاسلام السياسي.
لقد شجعتني عواطف على الكتابة وقالت لي يوما اني كتاباتي تروقها وكان ذلك يستحثني على مزيد الجهد
اذكر أني كنت يوما من ايام اوت الماضي في عطلة في منزلي بشط مريم فتحت حسابي بعد يام من تركه بحثا عن الهدوء والراحة وجدت رسالة من عواطف تطلب مني ان اكتب افتتاحية الملحق الثقافي حول المثقف وتركت لي حرية اختيار الموضوع وقالت لي ان المقال من الافضل ان يصل قبل يوم السبت وكان اليوم ساعتها يوم خميس ..لم استطع الاعتذار ..
ولو كان اخر غير عواطف طلب مني ذلك لكنت رفضت لأني لم اتعود الكتابة بسرعة ولكني كنت احترم عمل هذه السيدة كما كان يشرفني ان احظى بكتابة افتتاحية ملحق يجد صدى واسعا عند ابرز كتاب تونس واساتذتها ومثقفيها فكتبت مقالي حول «المثقف والسلطة » كانت كتابة سريعة ولا ادري مستوى هذا المقال نظرا لضيق الوقت بخلاف المقالات الاخرى التي كنت اصوغها بتأن شديد مع الحرص على اختيار الالفاظ والتحري في المواقف فبعضها كان يزخر بنقد شديد للسلطة القائمة كنت ابحث عن كلماتي خوفا من الرقابة المسلطة على جريدة يصنفها البعض كأكثر الجرائد معارضة في تونس وربما يكون هذا سبب بلائها وربما ايضا يكون خطها التحريري المستقبل هو الذي شجعني على الكتابة فيها في هذا الحصار الذي تضربه السلطة على الاصوات الحرة.
لا املك في هذه الاوقات الحرجة الحزينة الا ان اشكر كل الذين أمنوا بهذه التجربة المتميزة وضحوا من اجلها الى ان تحولت التضحية الى فقر وجوع كما قالت عواطف في كثير من تدويناتها
الشكر موصول الى مديرة الموقع والجريدة كوثر زنطور رغم اني لم اتعرف عليها شخصيا من اجل صوتها الحر وقلمها الجميل.
الشكر أيضا على كل العاملين بها واتمنى ان تفتح لهم قريبا ابواب الامل في مستقبل افضل.
شكري الخاص طبعا الى عواطف ..قرات تدويناتها الاخيرة التي كانت تقطر ألما وحسرة على وضع الصحافة المكتوبة في تونس وعلى وضعها الشخصي.
لكل بدابة نهاية بلا شك ولكن بعض النهايات تأذن بمصائب اخرى يلوح نذيرها في كل مكان من هذه البلاد المنكوبة.