بداية عودة الوعي ، أم مجرد سقْطة سهْو !؟

أهم ما جاء في الخطاب الرسمي الأول للشيخ «نعيم قاسم» هو ... ما غاب منه. فعلى خلاف العادة المرَضية المزمنة، تجنب أن يشكر نظامَ العملاء والجواسيس في دمشق، وبشكل خاص رئيس محفلهم «بشار الأسد»، أو ما كان يسميه الحزب «القيادة السورية المقاوِمة - الممانِعة»، وحصر شكره باليمنيين والعراقيين والإيرانيين.

نأمل أن تكون بداية لعودة الوعي إلى ما كانت عليه في الثمانينيات، وليست مجرد سقطة سهو ونسيان؛ وأن يكون «قاسم» ورفاقه، الجدد والقدامى، باتوا مقتنعين الآن، بما حصلوا عليه من معلومات و وثائق، أن رئيس محفل الجواسيس هو من قتل قادتهم العسكريين (راجع «قائمة علي مملوك» التي نشرتها سابقاً)، وهو من سهّل عملية الإنزال الإسرائيلي في مصياف إلى قادت إلى تدمير/ تعطيل معظم سلاح صواريخهم الإستراتيجية، وهو من أبلغ الأميركيين برحلة «نصر الله» الأخيرة من طهران إلى بيروت عبر دمشق قبيل ساعات من اغتياله، أو ما أسماه وزير الحرب الإسرائيلي و عصابته وأجهزتهم الإعلامية بـ «المعلومة الذهبية عن عودة نصر الله إلى بيروت מידע הזהב על שובו של נסראללה בביירות».

إذا كان هذا بداية لعودة الوعي، ستكون نقطة تأسيس لمحطة مفصلية في تاريخ الحزب تشبه تلك المحطة حين أمر «حافظ الأسد»، بالاتفاق مع الأميركيين والسعوديين، بالقضاء على الجناح العسكري لـ«حزب الله» وتصفية قيادته («مجزرة ثكنة فتح الله»، شباط / فبراير 1987)، الأمر الذي أدى إلى نزول الجسم العسكري للحزب تحت الأرض ولم يخرج إلى ما فوقها حتى العام 2013 حين تدخل في سوريا وجرت أكبر عملية خردقة استخبارية لصفوفه في تاريخه كله بسبب ذلك على أيدي مخابرات النظام، التي تعمل على طريقة «مفتاح باليد» و «مقاولة من الباطن» لجميع أجهزة الاستخبارات في العالم، بما فيها وكالة المخابرات المركزية والموساد.

وإذا كان الأمر مجرد سقطة سهو أو نسيان من قبل «قاسم»، تعقبها عودة إلى السيرة القديمة المزمنة (سيرة شكر «القيادة الحكيمة الممانِعة» في دمشق، وما يترتب على ذلك من انفلات أمني في حضرتها ، وعلاقات «خوش بوش») فسيكون الأمر كما يقول المثل الشعبي السوري «محل ما خري شنقوه»؛ وسيكون على «قاسم» ورفاقه أن ينتظروا قائمة اغتيالات جديدة أوسع من الأولى وأكثر دموية، تطال شفرتُها رقابَ كل من نفذ بريشه حتى الآن من حملة الاغتيالات الأولى، بمن فيهم الشيخ «قاسم» نفسه، وحتى نوابه في البرلمان، وعلى رأسهم «محمد رعد!! ».

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات