وما المشكلة إذا فاز «ترامب»؟

ألم يكن زعيم اليمين الأميركي التقليدي «إيزنهاور» هو من وقف إلى جانب «عبد الناصر» ضد إسرائيل نفسها وأنقذ نظامه خلال «العدوان الثلاثي -1956»!؟

منذ أن انخرطت الولايات المتحدة مباشرة في الصراع العربي - الإسرائيلي، لاسيما بعد هزيمة يونيو 1967، كُتب علينا في العالم العربي أن نعيش كل أربع سنوات همروجة نقاش تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية و والدخول في مبارزات تحليلية تهريجية عمّن هو «الأفضل لنا» من بين المرشحين. وتتكرر هذه الهمروجة أحياناً كل عامين حين يتعلق الأمر حتى بالانتخابات النيابية التكميلية!

أمرُ مشروع من حيث المبدأ، وهذا ما يصح على العالم كله أيضاً، أن نهتم بالانتخابات الأميركية، كون الولايات المتحدة تحكم العالم عملياً (بما في ذلك روسيا والصين، رغم أنف شبيحة ونصّابي ومهرجي دول «البريكس»!)، وكون حكومتها - بالتالي - أشبه بحكومة محلية بالنسبة لأي دولة حين يتعلق الأمر بوجود مصالح أميركية فيها. لكن أن يصل الأمر إلى حد مفاضلة بين رئيس وآخر، بالنسبة لنا ولشعوب العالم الأخرى، فهنا المشكلة.

اليوم يتجدد النقاش السخيف نفسه بشأن ما إذا كان من مصلحتنا أن تفوز «كامالا هاريس» أم «ترامب»، كما لو أن هناك فرقاً بين أن يُصاب المرء بالطاعون أو بالكوليرا! ولعل هذا ناجم ( أو هو كذلك بالتأكيد) عن فهم أعمى في بلداننا لطبيعة النظام الأميركي ودور الولايات المتحدة في العالم، والاعتقاد الطاغي عندنا بأن الرئيس الأميركي هو صاحب القول النهائي الفصل (أو حتى «يمون على طيزه») في السياسة الخارجية، وليس مجموعة مؤسسات سياسية وبرلمانية وأمنية وعسكرية لا يستطيع الرئيس أن يتخطى موافقتها النهائية على أي قرار كبير يمكن أن يتخذه، وإن يكن لديه هامش ضيق يمنحه (مع فريق مساعديه) بعضَ حرية الاجتهاد في التصرف، لكن دون السقف الذي يمكن أن يتسبب عنده القرار المتخذ بآثار سلبية على المصالح العليا للولايات المتحدة (عملياً: مصالح تحالف الاحتكارات المالية ومجمع الصناعات العسكرية والشركات الكبرى، أو ما يمكن اختصاره بتعبير «رأس المال المالي»). وفي النهاية ينحصر الفرق بين رئيس وآخر في الشكل وليس في المضمون، أو كما يقول المثل اللاتيني الأصل « الأسلوب هو الرجل نفسه Le style c'est l'homme même». ولا ينتقص هذا بطبيعة الحال من أهمية وأصالة مقولة «بليخانوف» الشهيرة ( وعنوان كرّاسه الأشهر) عن «دور الفرد في التاريخ». لكن مقولة «بليخانوف» لا تصح إلا في البلدان والمجتمعات ما قبل «الدولة الرأسمالية الوطنية»، أي المجتمعات التي تحكمها ديكتاتوريات أو أنظمة استبداية أو تسلطية أو «ائتلاف عصابات مافيا» تنحصر فيها السلطة ، أو معظمها، بـ«عرّاب العصابة» أو «الشّبيح الأول» في الدولة، كما عندنا في سوريا وبقية البلدان الشبيهة بها. أما الفروق التي قد تظهر بين الرؤساء الأميركيين ، سواء أكانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، فلا تحددها سوى مصالح الولايات المتحدة المتغيرة من وقت إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، تبعاً لتطور موازين القوى في العلاقات الدولية بين «الفروع الوطنية / المحلية» للرأسمالية العالمية، كما يحصل الآن في الصراع بين فرعها «الاحتكاري» الأميركي وفرعها «الوطني» الصيني. وهذا ما يعطي صورة خادعة عن أن هناك فرقاً بين الطاعون والكوليرا حين يتعلق الأمر بالفروق بين الإدارات الأميركية المتعاقبة.

هل يعرف «المقاومون الممانعون»، مثلاً، الخائفون اليوم من احتمال فوز «ترامب» ، أن من حمى نظام «عبد الناصر» من سقوط محتم وتدمير نهائي خلال العدوان الثلاثي (في مثل هذه الأيام من العام 1956) هو الرئيس الأميركي الجمهوري «دوايت إيزنهاور»، أي الرئيس الذي ينتمي لحزب «ترامب» نفسه!؟

في تلك الأيام كان لا يزال «ناصر» يعيش شهر أو سنوات عسله مع الولايات المتحدة و وكالة المخابرات المركزية التي منحته دور «المكنسة Broom التي عليها تنظيف شوارع العالم العربي وأفريقيا من الشيوعية والشيوعيين، ومن الاستعمار التقليدي ، الفرنسي والإنكليزي، لكي تحل الولايات المتحدة محلهما»، كما نصت عليه حرفياً عشرات الوثائق الأميركية ، ومذكرات ضباط الوكالة لاحقاً ( أمثال أصدقائه و مستشاريه : «كيرمت روزفيلت»، «ويلبر كرين إيفلاند»، «وليام ليكلاند»، الدكتور «جيمس آيكلبرغر» و «مايلز كوبلاند»). وهو ما جرى التعبير عنه علناً بعد العدوان بشهرين فقط (مطلع العام 1957) بـ «مبدأ إيزنهاور في ملء الفراغ» الناجم عن خروج الفرنسيين والإنكليز من المنطقة. فيومها لم يتردد «إيزنهاور» في الوقوف بقوة مع «ناصر» حتى ضد إسرائيل نفسها وحليفتيها (لندن وباريس)، وأن يقوم بما لم يتخيله أحد من الناصريين والعروبيين حتى في أحلامهم.

قبل ذلك بأقل من عام، وتحديداً في 23 يوليو 1955، وتحت غطاء عمله المهني كرئيس تحرير لصحيفة «البرافدا» السوفييتية، قام «دميتري شيبيلوف» بزيارة إلى القاهرة لتغطية الاحتفالات بما يسمى «ثورة يوليو». لكن الهدف الفعلي للزيارة كان إبلاغ «ناصر» بأن موسكو وافقت على تزويده بالسلاح (1). وعلى هامش الزيارة، وهو ما لم يكن من صلب مهمته، طرح «شيبيلوف» على «ناصر» فكرة تأميم قناة السويس من أجل تغطية نفقات إنشاء السد العالي الذي رفض الأميركيون تمويله ومنعوا البنك الدولي من ذلك إلا مقابل شروط إجرامية لم يستطع النظام الناصري قبولها. وبهذا فإن «شيبيلوف»، الذي أصبح وزيراً للخارجية في العام التالي، كان الأب الروحي لفكرة التأميم، الأمر الذي يتجنب ذكره دجالو ونصابو الناصرية منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، فضلاً عن أنه الأب الروحي لفكرة «التهديد النووي» الخلبي لإسرائيل وبريطانيا وفرنسا في العام التالي، المعروف باسم «تهديد خروتشوف - بولغانين »، كما سنرى. وكان «شيبيلوف» اقتصادياً من حيث تكوينه الأكاديمي الأساسي، الأمر الذي ساعده على وضع تصور اقتصادي ومالي للمردود الذي يمكن تدرّه القناة على الخزينة العامة المصرية في حال تأميمها. وهو، إلى ذلك، كان منظّراً مبكراً لـ «العالمثالثية Third-worldism» ويلعب مجتهداً على هامش سياسة الكريملن الدولية وفق قناعاته وتصوراته الخاصة كـ «ماركسي أصولي» إزاء حركات التحرر الوطني، الأمر الذي سيكلفه منصبه لاحقاً ، حيث سيُعتقل ويطرد من الحزب بتهمة التآمر بعد بضعة أشهر من عمله كوزير للخارجية، قبل أن يوضع (مع المارشال الشهير «جوكوف») في السجن لبعض الوقت، ثم فيما يشبه الإقامة الجبرية و«النفي» في «أرشيف الدولةГосархив» طوال قرابة ربع قرن و حتى نهاية حياته الوظيفية وتقاعده في العام 1982 (2).

حين أقدم «ناصر» على تنفيذ فكرة «شيبيلوف» بتأميم قناة السويس في العام التالي، وكما يعرف الناس، جن جنون البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا يملكون القناة فعلياً ولا يعطون مصر من عائداتها إلا حفنة فرنكات، وقرروا التآمر مع إسرائيل لشن العدوان الثلاثي المعروف. ويومها، 25 أكتوبر 1956 ، علمت وكالة المخابرات المركزية أن رؤساء وزراء بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، «أنطوني إيدن» و «غي موليه» و «بن غوريون»، عقدوا اجتماعاً سرياً في ضاحية «سيفر» غربي باريس خلال الفترة 22-24 أكتوبر، واتخذوا قراراً بغزو مصر يوم 29 أكتوبر سيعرف لاحقاً باسم «بروتوكول سيفر Protocole de Sèvres». ورغم أن الرئيس «أيزنهاور» كان يصف «ناصر» في جلساته الخاصة خلال الأزمة بـ «ابن العاهرة» و يهدد بـ«تكسير رأسه» ، كما كشف كبير موظفي «البيت الأبيض» آنذاك «شيرمان آدمز Sherman Adams» في أوراق رئيسه (3)، فإن «إيزنهاور» كان يريد لـ «ناصر» أن يصمد في وجه الغزاة وينتصر عليهم لأن دوره كـ«مكنسة لوكالة المخابرات المركزية» لم يكن قد انتهى بعد، ليس في وجه الشيوعية والشيوعيين هذه المرة، ولكن في وجه الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية اللتين كانت الولايات المتحدة تريد طردهما من المنطقة لكي تحل محلهما وترث تركتهما الاستعمارية. ولهذا قرر «إيزنهاور» إبلاغ «ناصر» بطريقة غير مباشرة عن اقتراب موعد الهجوم، حين عمد إلى ترحيل الرعايا الأميركيين من القاهرة على وجه السرعة. ويومها حصلت مجادلات واسعة في «البيت الأبيض» بشأن ما إذا كان يجب إبلاغ «ناصر» مباشرة بالأمر عن طريق السفير «ريموند آرثر هير Raymond A. Hare» ، الذي كان وصل قبل شهرين وحسب ولم يكن تقدم بأوراق اعتماده بعد، كما كانت وكالة المخابرات المركزية تريد بالفعل، بخلاف وزارة الخارجية التي كانت أحد أعشاش البريطانيين والإسرائيليين. أما «جيمس آيكلبرغر» نفسه فيؤكد في أوراقه الخاصة التي أطلعتني عليها ابنته «آن تازويل – آيكلبرغر Anne Tazewell-Eickelberger »، الناشطة البيئية المعروفة اليوم على نطاق واسع في مواجهة شركات الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، وسابقاً ضد الحرب في فيتنام، أنه هو شخصياً «أبلغ صديقه ناصر بالموعد الدقيق للهجوم الثلاثي، ولم يكتف بالإبلاغ غير المباشر من خلال ترحيل الرعايا الأميركيين من مصر ، كما كان يريد الرئيس إيزنهاور».

أما ما شجع الرئيس «إيزنهاور» على إيكال هذا الدور الخطير للزعيم المصري فهو الضغط الكبير الذي مارسته وكالة المخابرات المركزية . فقد كانت علاقة ضباط الوكالة مع «ناصر»، لاسيما منهم «آيكلبرغر» (مستشاره لشؤون الدعاية السوداء والرمادية ، ومؤسس «إذاعة صوت العرب» والمشرف التحريري عليها)، وصلت إلى حد أنهم ، وبخلاف الصورة الخرافية التي يتداولها دهماء الناصرية والعروبة، كانوا «يخاطبونه في جلساتهم الخاصة بـ «جمال» دون أية ألقاب، وكانوا يخلعون معاطفهم ويضعون أرجلهم أمامه على الطربيزات Teatables، ويشربون الكحول إلى أن يتعتعهم السكر كما لو أنهم يجلسون في نادٍ للعربدة أو في بيوتهم، وليس في حضرة رئيس دولة»، وفق الصورة التي نقلها لنا هؤلاء ، وأشهرهم ضابط المخابرات العسكرية والأمن القومي ،الكولونيل «ويلبر كرين إيفلاندWilbur Crane Eveland»، و «وليام ليكلاندWilliam Lakeland»، و «مايلز كوبلاندMiles Copeland»، فضلاً عن الدكتور «آيكلبرغر» نفسه.

ولم يكتف «إيزنهاور» بذلك، بل أعطى أوامره للجهات المعنية بعدم تزويد بريطانيا بالوقود طوال فترة الأزمة والغزو ، رغم الشتاء القارس يومها. وكانت بريطانيا في أمس الحاجة للنفط بعد أن أوعز الدكتور «جورج حبش» لرفاقه في «حركة القوميين العرب»، وتحديداً الملازم الأول المهندس الشجاع في الجيش السوري « الهيثم الأيوبي» (ابن بلدة معرة النعمان)، بتفجير أنابيب شركة النفط العراقية - البريطانية IPC التي كانت تنقل النفط من كركوك إلى السواحل السورية واللبنانية، والتي كانت بريطانيا تعتمد عليها في معظم استهلاكها آنذاك، لاسيما وأنه لم يكن ممكناً نقل النفط الإيراني والخليجي الآخر عبر قناة السويس بسبب الحرب الناجمة عن الغزو. هذا بالإضافة إلى إنذاره الإسرائيليين بالانسحاب من سيناء ، وإنذار البريطانيين والفرنسيين بالانسحاب من منطقة القناة، وإرسال رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في القاهرة، «جيمس إيكلبرغر» شخصياً، إلى لندن ليكون بمثابة «ممثل» للحكومة المصرية ومُدافع عن مصالحها في المؤتمر الدولي الخاص بأصحاب الأسهم في قناة السويس!!

هكذا كان لليمين الأميركي، ممثلاُ بالرئيس «إيزنهاور»، الدور الحاسم في انتصار «ناصر» على البريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين، قبل أن ينتهي دوره الأميركي كـ«مكنسة لكنس الشيوعية والاستعمار التقليدي» بعد ذلك بحوالي عشر سنوات، حين سيتحالف الأميركيون مع إسرائيل نفسها ويتآمرون معها لتدميره نهائياً في 5 يونيو 1967. وأما دور التهديد النووي السوفييتي (تهديد خروتشوف – بولغانين، الذي كان صاحب فكرته شيبيلوف أيضاً) ، الذي أعلن أن موسكو ستقصف لندن وباريس وتل أبيب بالصواريخ إذا لم يتوقف العدوان ، فكان تهديداً خلبياً في واقع الأمر، لسبب بسيط هو أنه لم يكن لدى السوفييت بعد أية صواريخ تقليدية أو غير تقليدية قادرة على حمل رؤوس نووية إلى تلك المدن، بخلاف الأوهام التي كانت منتشرة آنذاك في الغرب وبقية أنحاء العالم حول ذلك، بفضل الدعاية السوفييتية! وبهذا المعنى كان التهديد مجرد «خدعة ذكية»، أو تهديد ببندقية خالية من الطلقات! ولم تتوفر لديهم مثل هذه الصواريخ، كما سيعرف العالم لاحقاً، إلا بعد أكثر من عام على ذلك، حين سيتمكنون من وضع أول قمر صناعي في مدار حول الأرض.

ليس الغرض من كل ما قيل أعلاه هو الدعوة للاستبشار بـ «ترامب»، فيما لو فاز في الانتخابات الرئاسية، ولكن للقول إنه لا فرق بين الطاعون والكوليرا، وإن ما يحدد الدور الذي يلعبه أي رئيس أميركي ليس شخصه، مهما كانت ميزاته السلبية أو الإيجابية، وإنما مؤسسات دولته ومصالح احتكارات رأس المال المالي التي تقف وراءه، سواء أكان جمهورياً أم ديمقراطياً، وتبعاً للوضع الدولي والمصالح الأميركية في لحظة معينة. وأما من يقذفونه بهجائهم السياسي ، لاسيما من زاوية وقوفه وراء نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة واعترافه بضم الجولان المحتل، فهؤلاء لا ينتبهون إلى حقيقة أن كلاً من القدس والجولان ذهبا إلى إسرائيل إلى أبد الآبدين ( طالما أن إسرائيل موجودة)، وأن ما قام به لا قيمة فعلية له، بل مجرد تكريس سياسي لأمر واقع وقائم بالقوة منذ قرابة ستين عاماً، ولا يمكن تغييره طالما أن من يمثل أصحاب الحق المعنيين بالأمر مجرد أوغاد وعملاء وزعماء عصابات مافيا على غرار «بشار الأسد» و «محمود عباس ».

بتعبير آخر، حتى لو جاء «كارل ماركس» نفسه إلى سدة السلطة في «البيت الأبيض» فلن يختلف دوره عن ذلك، لأنه لن يكون مؤلف «رأس المال» آنذاك، وإنما «مالكه» أو على الأقل ناطقاً باسم مُلاّكه!!


الهوامش

(1) ـ سيتبين لاحقاً أن «ناصر»، ربيب وكالة المخابرات المركزية، كان نصاباً ودجالاً ويلعب لعبة وسخة مع السوفييت، كما سيفعل الدجال والنصاب الآخر، ربيب المخابرات البريطانية والسعودية،«حافظ الأسد» لاحقاً. فلم يكن غرضه الفعلي الحصول على سلاح سوفييتي، وإنما ابتزاز الأميركيين وإقناعهم بأن يسلّحوه ويمولوا بناء السد. ففي الوقت الذي كان يطلب فيه من رئيس الوزراء الصيني «شو إن لاي» أن يتواصل مع السوفييت من أجل السلاح ، وكان «شيبيلوف» يحمل له الجواب الإيجابي، كان يكلف مستشاره الجاسوس «محمد حسنين هيكل» بأن يبلغ معلمه « جيمس آيكلبرغر»، رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في القاهرة بأمر صفقة السلاح السوفييتي/ التشيكي، آملاً أن يتراجع الأميركيون عن موقفهم (وهذا ما اعترف به «هيكل» شخصياً في كتابه «قطع ذيل الأسد»، بالإنكليزية!!). لكن «ناصر» فوجئ بأن رئيس قسم الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية، «كيرمت روزفيلت» يأتي إلى القاهرة على جناح السرعة لا ليمنع الصفقة، ولكن ليشجع «ناصر» على إبرامها «من أجل ابتزاز اللوبي البريطاني - الإسرائيلي في واشنطن والضغط عليه»، كما قال، وليكتب بخط يده البيان الذي تلاه «ناصر» في اليوم التالي عن القضية!! وهذه قصة أخرى طبعاً مما لا يعرفه أو لا يتذكره قطعان دهماء الناصرية والعروبة الغوغائية!

(2) ـ مذكرات «دميتري شيبيلوف» الصادرة طبعتها الأولى بالروسية في العام 2001، بعد فقدانها لسنوات طويلة ثم العثور عليها:
https://aldebaran.ru/…/kniga_neprimknuvshiyi…/

(3) ـ كتاب «شيرمان آدمز: تقرير من مصدر أولي ، قصة إدارة إيزنهاور»:

Sherman Adams: First Hand Report: Story of the Eisenhower Administration, Greenwood Press; New edition (1 Dec. 1974).

أيضاً:« أوراق شيرمان آدمز»، في وثائق «مكتبة الرئيس إيزنهاور» :
https://www.eisenhowerlibrary.gov/…/findi…/adams-sherman

وكذلك سيرة «إيزنهاور الرئيس» كما كتبها المؤرخ الأميركي الشهير «ستيفن أمبروز»، وبشكل خاص الفصل 17 من المجلد الثاني، المتعلق بغزوة السويس:

Stephen Ambrose: Eisenhower, The President, Volume II )Touchstone Book, division of Simon & Schuster, New York, 1984(.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات