بعض الملاحظات المنهجية بخصوص تحليل استاذ اقتصاد في اذاعة إكسبريس أف-أم لإحصائيات معهد الاحصاء الأخيرة:
- "تعجّب الاستاذ لنسبة النمو الايجابية في الثلاثي الثاني-2024 وارتفاع نسبة البطالة في نفس الوقت"، و اعتباره استحالة تفسير ذلك إلا "بالمعجزة":
1. استغربُ شخصيا من قراءة الظرفية الاقتصادية هذه. إذْ لا يمكن تحليل هذه الظرفية الاقتصادية الكلية بدون أدوات تحليل مثل "الدورات الاقتصادية" (cycles réels ) و "فارق النمو" (gap de croissance) لفهم الضغوط التضخمية والإشارة إلى عدم تخطي نمو الناتج المحلي الاجمالي عتبةً معينة حتى يفرز خلق مواطن شغل جديدة تُقلّص من نسبة البطالة.
كما لا يمكن الاقتصار على "الطفرة الاحصائية" rebond statistique" لتفسير نسب النمو الثلاثية بالانزلاق السنوي بدون تجزئتها إلى نسب مساهمة كل قطاع (من جهة العرض) وكل جزء (من جهة الطلب) في نسبة النمو الكلية.
وبطبيعة الحال، إذا لم يتعرض الاستاذ لهذه المنهجيات ووسائل التحليل، سوف يعتبر ما يشاهده من ارقام "عجبا عُجابا".
2. فتور نظري: حتى وان كان هناك نمو في الناتج المحلي الاجمالي ولم يتبعه انخفاض في نسبة البطالة، فذلك ممكن جدا بدون تغيير في الانتاجية خلال اشهر، لان العلاقة بينهما (النمو والتشغيل) انما تتحدد في الاجل البعيد وليس بين ثلاثية وأخرى، سيما وان هناك :
(1) تكلفة تكيف،
(2) تأخر في التكيف،
(3) تصلب وتجمّد في سوق العمل،
(4) التكيف الدوري للنفقات العمومية (ajustement cyclique des dépenses publiques) بحيث يضعف الحافز الجبائي (stimulus fiscal ) كلما اقتربنا من التوازن الامثل، وكلما كانت حساسية الموارد الجبائية ضعيفة بالنسبة إلى نسبة الجباية، وكلّما غاب التناغم بين دورة النفقات العمومية ودورة نمو الناتج المحلي.
(5) ومن ادراك ان هناك (L'effet d'hystérèse du chômage)؟ ،
(6) ومن ادراك ان هناك توازن متعدد في مسار النمو خلال السنوات الأخيرة situation d’équilibre multiple ناتجة من عدة عوامل.
وبطبيعة الحال، عندما تكون هذه المحاور غائبة في قراءة الواقع، يصبح هذا الأخير من قبيل "المعجزة"!