النصر أو الهزيمة ستكون تاريخيّة.

في وثائق ويكيلكيس من حرب تموز، يُسدي بطرس حرب وإلياس المرّ النصح للعدوّ الإسرائيلي عبر الوسيط الأميركي. المرّ يريد حصْر القصف الإسرائيلي بالمناطق غير المسيحيّة، فيما كان بطرس حرب يريد توغّلاً بريّاً من الإسرائيليّين. محظوظ الإسرائيلي بناصحيه الخُلّص من ساسة لبنان. في هذه الحرب، يشنّ العدوّ حرباً على الشيعة.

وفي هذا، يريد العدوّ أن يستميل غير الشيعة من الرأي العام اللّبناني مستفيداً من سنوات من الحرب السياسية والطائفيّة التي رعتها أنظمة الخليج في سوريا ولبنان ضدّ المقاومة اللبنانيّة.

في هذه الحرب، يأمل العدوّ أن يكسب تعاطفاً سنّياً ودرزيّاً ومسيحيّاً ضدّ المقاومة. طبعاً، الحزب خسر كثيراً باستهتاره بتحالفه مع «التيّار» الذي شكّل أكبر سندٍ له في حرب تمّوز. تبدو المقاومة الشيعيّة وحيدة في هذه الحرب، إلّا من بعض الحلفاء.

طبعاً، الصهيونيّة خطر على كلّ العرب وعلى كلّ سكّان المنطقة منذ الثلاثينيّات عندما بدأ التآمر والإرهاب الإسرائيليَّين. وشارك النظام السعودي والإماراتي أجندة العدوّ في الحرب ضدّ الشيعة منذ اغتيال الحريري، وهي نجحت في كسْر هالة التأييد التي كان الحزب يحظى بها بعد حرب تمّوز.

لكنْ لم تنجح الخطّة الإسرائيليّة بالكامل: صحيح أنّ هناك أصواتاً مُجاهِرة بمناصرة إسرائيل واعتناق موقفها (كتائب وقوات وتغييريّون وثوّار وسياديّون)، لكنّ وحشيّة إسرائيل تنجح دائماً في ترسيخ العداء العربي ضدّ الصهيونيّة.

هناك محاولات إسرائيليّة لزرع الشِّقاق الطائفيّ بين النازحين والسُّنة والدروز، لكنّ الحوادث محدودة (لاحظوا استثمار الإعلام الإسرائيلي العميل في السعودية والإمارات ولبنان في هذه الحوادث). ثمّ: استعداء الشيعة بهذه الصورة المفضوحة وتهديد أحيائهم وقُراهم ومُدنهم سيضمن أنّ الشيعة المقاومين سيقاتلون بأظفارهم ضدّ المحتل.

يعلمون أنّ هزيمتهم ستكون هزيمة تاريخيّة تُضاف إلى تاريخٍ كربلائيّ مخضّب بالدماء. في هذه الحرب، نلاحظ أنّ شيعةً علمانيّين تحوّلوا نحو دعم المقاومة بعد خصام معها (شخصيّات وكُتّاب). ليس من بديل شيعي مقبول يمكن أن ينافس خيار الثنائي في المقاومة. في عام 1982، كان الإقطاع الشيعي مهيّأ لتسلّم دوره من الإسرائيلي. باءت الخطة بالفشل. النصر أو الهزيمة ستكون تاريخيّة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات