خالد مشعل ظاهرة، وليس بالمعنى الإيجابي

خالد مشعل ظاهرة، وليس بالمعنى الإيجابي. ظهرَ الآن ليحيّي الشعب السوري على تحرّره من النظام السوري. هذا حقّه، لكنْ: هذا الرجل بنى تنظيمه برعاية النظام السوري، وأقام في سوريا، ونال حماية له ولتنظيمه.

وبعد اندلاع الانتفاضة ضدّ النظام في عام 2011، نأى بنفسه عن النظام، لا بل تضامن مع المعارضة السوريّة المسلّحة. وبعدما فشلت المعارضة المسلّحة في إسقاط النظام، عاد وحاول إصلاح وضْعه مع النظام، وأرسل المراسيل عبر حزب الله. والحزب غفرَ له، لكنّ نصرالله اختار ألّا يلتقي به بعد «توبته».

قد يقول قائل: إنّ مشعل تعاطف مع الشعب السوري ضدّ نظام ظالم بالفعل، لكنْ لو كان هذا صحيحاً، فلماذا هو يتحالف مع أنظمة الاستبداد الخليجي وهو وثيق الصلة بالنظام القطري؟ ولو غفرتَ لمشعل سقطاته وزلّاته وتحوّلاته، كيف يمكن أن تغفر له أحاديثه في الإعلام السعودي أثناء حرب الإسناد؟

هذا ظهر على محطّة النظام السعودي، «العربيّة» وزايد على الحزب في قتال إسرائيل. هو قال إنّ على الحزب أن يفعل أكثر. لقد أصيب الحزب بأكبر كارثة منذ ولادته بسبب تعاطفه ومؤازرته لنضال شعب فلسطين. خسر الحزب معظم قياداته بسبب حرب الإسناد، لكنّ مشعل طالبهم بأكثر. هل هو طالب النظام القطري بأكثر؟ هل طالب النظام السعودي بأكثر؟

لا، هو في حديثه على المحطة السعودية، لم يجرؤ حتى على ذِكر خدمة المحطّة للمجهود الحربي الإسرائيلي. الإعلام الإسرائيلي يعترف أنّ «العربيّة» و«الحدث» ليستا إلّا بوقَيْن للجيش الإسرائيلي واستخباراته، لكنّ مشعل ليس لديه مشكلة مع هذا الإعلام لأنّه حريص على علاقة ممتازة مع أنظمة الخليج، حتى عندما تقوم الإمارات برعاية اغتيال لقيادي في «حماس»، وحتى عندما يقوم النظام السعودي باعتقال أعضاء ومسؤولين لـ «حماس».

خالد مشعل بات عبئاً على «حماس». السنوار مثّل القيادة المبدئيّة التي تضع مصلحة المقاومة فوق أيّ حساب، ولا تعير اهتماماً لمصالح ماديّة أو شخصيّة. وإذا كان معيار القائد لحركة فلسطينية يجب أن يكون فلسطين، فإنّ مشعل لم ينزعج من تطمينات الحُكم الجديد في دمشق لإسرائيل.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات