النخبة التونسية والإعاقة الأيديولوجية : ملاحظات مشاهد

استجابة لدعوة تنسيقية المساجين السياسيين المعتقلين في قضية التآمر التي أحيلت امس الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 على انظار محكمة التعقيب التحقت بالوقفة الاحتجاجية التي دعتها اليها التنسيقية امام محكمة التعقيب بشارع 9 أفريل بصفتي ملاحظا مسؤولا عن موقع اعلامي اولا قبل انتصاري لقضية الحريات دائما ومنذ عشرات السنين .

دخلت الى شارع باب بنات من جهة ساحة قصر الحكومة مرورا بالأسواق القديمة. وصلت الى المحكمة الابتدائية بنهج باب بنات حوالي العاشرة صباحا قبل الصعود الى شارع 9 افريل وجدت هناك مجموعة من المتظاهرين كانوا بين 100 و150 متظاهرا يرفعون الشعارات المعروفة " حريات حريات دولة البوليس وفات " استغربت وجودهم أمام الابتدائية وليس امام التعقيب التي تنظر في القضية . سألت عن سبب وجودهم هناك فقال لي زميلي ناجي جلول الذي التقيت به امام الابتدائية ان الجماعة انقسموا الى شطرين أحدهما في نهج باب بنات والثاني في نهج 9 افريل امام التعقيب .

طبعا ليس من العسير ان تفهم السبب فالبعض يرفضون الوقوف امام محكمة التعقيب لانهم يرفضون مناصرة جماعة جبهة الخلاص ( من المضحك ان المحالين وهم 40 شخصا اكثرهم لا صلة لهم بالجبهة ) .

كان البعض امام الابتدائية يرفعون شعار " يا بشرى لا تهتم حرية تفدى بالدم " ومع احترامي الشديد لنضال بشرى بلحاج حميدة المحالة هي أيضا في القضية والموجودة الان بالخارج لا افهم لماذا تكون بلحاج حميدة هي المعنية بالمساندة دون غيرها.

ماذا يمكن للإنسان ان يقول امام هذا المشهد الغريب والمحزن .؟

من المؤسف ان تصبح الاعتبارات الأيديولوجية اهم بكثير من مبدأ الحرية والمحاكمة العدالة واستقلال القضاء .. هل يفهم البعض ان الأنظمة الاستبدادية جميعها تستثمر حالة التشتت التي تعرفها المعارضة بل تغذي هذا التشتت بجميع الطرق من اجل السيطرة على مقدرات البلاد والعباد ؟

في الوقفة الاحتجاجية امام التعقيب ( حوالي 50 شخصا تقريبا او أزيد بقليل ) تكلم أحد الخطباء بلهجة حزينة قائلا ان المعتقلين السياسيين في قضية التآمر هم وعائلاتهم صاروا يواجهون مصيرهم وحدهم تقريبا عدا قلة قليلة من المناضلين .

دامت الوقفة في نهج 9 أفريل امام التعقيب حوالي الساعة في جو شتوي عاصف زادته برودة لا مبالاة جماعية تزداد يوما بعد يوم .

علمت اليوم ان محكمة التعقيب رفضت الطعن على قرار دائرة الاتهام وايدت قرار الدائرة بإحالة جميع المتهمين على الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب .

قريبا سنواجه الحقيقة أيا كانت وستبدأ بلا شك المواجهة المرتقبة في جلسة المحاكمة التي ننتظر تعيين تاريخها بين لسان الدفاع والقضاء ...ولنا عودة.

Commentaires - تعليقات
محمد
29/12/2024 10:03
ذاك هو الواقع للأسف..تناحر ايديولوجي .. الحرية والديموقراطية عندهم امر ثانوي مقارنة بالاصطفاف الايديولولجي .. المواطنة عندهم كذبة يدورون بها سياسة الاقصاء والتخوين ..