تعالوا أفسر لكم ألغازا صحفية تحتاج عرافا يده تجمد الماء،

موقع جريدة الصباح: "نفى نائب البرلمان حليم بوسمة علاقته بملف "التآمر على أمن الدولة" في إطار ما يعرف بشاهد الزور"XXX" واستنكر ما أسماها "حملات التشويه والتضليل" التي تستهدفه عبر شبكات التواصل الاجتماعي"،

في الظاهر هو خبر صحفي، إنما يحتاج عرافا تجمد يداه الماء لكي يفسر لك ألغاز هذه المرحلة حيث لا أحد يريد التورط في ما يجب أن يقال:

عندنا شاهد أول "X" وثان وثالث "xxx"، سريان الإشاعات في موقع التواصل الاجتماعي عن هويته هو نتيجة طبيعية لغياب المعلومة الصحيحة ولمنع النشر والنقاش في الفضاء العام وهو ما لم تحسب الدولة حسابه وهي تتبلى على الناس بتهمة التآمر عليها.

قانونيا، عندنا قضية اسمها "التآمر على أمن الدولة" رحل فيها أهم قادة المعارضة إلى الحبس منذ 22 شهرا مع منع النشر حول تفاصليها، قالك اجتمعوا على غداء في دار خيام التركي وكانت لهم علاقات مع أمريكان وفرانسيس للحديث عن الوضع السياسي واستنتجت الدولة أنهم يتآمرون عليها للإطاحة بها،

المهم القضية بنيت كلها على "وشاية" من شاهد رأت الدولة إبقاءه سرا لذلك سمته "X"، القاعدة أن المنع من النشر لحماية التحقيق يتم مع تعهد الدولة بتقديم "الحقيقة" وهو ما لم يحدث، وترك الباب للإشاعة التي تقول إن الـ "X" هو سجين يريد الوشاية مقابل السراح وجد من في السلطة يريد توريط خصومها، وفي غياب "الحقيقة"، اخترع كل طرف إشاعته حتى وصلت نائب البرلمان حليم بوسمة كما وصلت غيره،

المشكل الوحيد أن من عثر على الشاهد الخفي لم يحسب حساب زمن التقاضي حيث لم يعد ممكنا إبقاء المتهمين موقوفين إلى الأبد دون تقديم أدلة مادية على جريمة التآمر ولا منع النشر إلى الأبد، في علم الاتصال: ثمة المعلومة وثمة الإشاعة، تستطيع أن تمنع المعلومة لكنك ستخسر حتما في حكم الإشاعة وهذا منذ زمن الاتصال بالطبول في مجاهل إفريقيا والدخان في قبائل أمريكا، فما بالك بزمن مواقع التواصل الاجتماعي،

وسط هذه الفوضى، الحقيقة الوحيدة الضائعة بسيطة: ما معنى دولة وما معنى تآمر على أمنها وأين تقع الحدود بين المعارضة والتآمر على أمن الدولة وما هي أركانها؟ لماذا تصلح هذه التهمة؟ يعني هل تسقط الدولة مثلا بأشخاص مدنيين لا يملكون أسلحة ولا ينتمون إلى القوات المسلحة ولا يملكون صفة دستورية للإمضاء أو المنع؟ يحكمون فيلق دبابات مثلا؟ يحركون عشرات الآلاف من الجنود المسلحين للسيطرة على المرافق الحساسة؟

المشكلة سوف تتعاظم بنفاذ زمن الإيقاف بكل الحيل الإجرائية، حيث يجب أخيرا الخروج من هذه المتاهة والبحث عمن اخترعها،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات