في ثقافة شعوب الأباعد وثقافة شعوب التماس مع العدو

كسر اخر للغطرسة الصهيونية يأتي اليوم من جنوب لبنان بعودة اهل المقاومة وحاضنتها الى قراهم يواجهون باللحم الحي جيش العصابات الذي يتلكأ في الانسحاب بعد نهاية ال60 يوما.

من المتوقع ان يرضخ جيش العصابات في جنوب لبنان كما سيرضخ في محور نتساريم ليعود اهل الارض الى ديارهم ولن يغير نتنياهو قطعة واحدة من صورة " الشرق الاوسط" كما كانت قبل 7 اكتوبر .

المرجح انه اذا تغير " الشرق الاوسط" فلن يتغير الا بإزالة هذا الكيان الدخيل الدموي الاحتلالي الذي يمثل القاعدة المتقدمة للاستعمار الاطلسي الغربي المتصهين .

يجب على نخبنا وتياراتنا العربية الكبرى اذا ارادت استيعاب ما يجري ان تتخلى عن صناديق تفكيرها التقليدي الايديولوجي والطائفي والعرقي والمذهبي .

شعوب المقاومة في فلسطين ولبنان وصولا الى طيف واسع من الشعب اليمني والعراقي أصبحت سياقات اخرى وثقافة مختلفة تباعدت عن سياقاتنا وامزجتنا ، نحن شعوب الأباعد التي اذلتها النظم العربية وحاصرتها الدولة المابعد كولونيالية بسمتها البوليسي والمخابراتي العسكريتاري واخترقتها الثقافة الاستعمارية والتشكيل الكولونيالي لقيمها واساليب فعلها ورد فعلها .

المنطقة العربية اليوم تشقها ثقافتان ورؤيتان للوجود : رؤية شعوب الأباعد ورؤية شعوب التماس / المواجهة وسيعمل الاستعمار في عصر الذكاء الاصطناعي لنصرة ثقافة الأباعد المزيفة للوعي والاولويات على ثقافة المقاومة المتماسة مع العدو .

هذا موضوع للبحث والدراسة لا تكفيه تدوينة عاجلة على هذا الفضاء ولكننا فقط نشير باقتضاب الى مواضيع تفكير يجب ان نجهد عقولنا للتنقيب فيها .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات