تأسست مملكة الأردن في سياق اتفاقية سايكس-بيكو، (التي نصت (ضمن أمور أخرى) على تقسيم فلسطين، تحت مسمى "إمارة شرق الأردن") في ظل الانتداب البريطاني. ثم، في مرحلة لاحقة، وفي أعقاب انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس ما يُعرف حاليًا بمملكة الأردن، التي كانت مُطالبة بإرساء الاستقرار وقبول المهاجرين الفلسطينيين قسرًا في مستوطنات.
ومنذ ذلك الحين، واصلت الأردن بالتنسيق مع البريطانيين تسهيل الهجرة "القسرية" للفلسطينيين، سواءً في نكبة 1948 أو نكسة 1967.
وقد تكرر الأمر في حرب عام 1970 بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك في الانتفاضة الأولى عام 1987، وفي سياق الحرب الأهلية اللبنانية بداية من 1975 الى الالفينيات، وهجوم صبرا وشتيلا عام 1982، حيث دفع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والأمنية الفلسطينيين في بيروت إلى الهجرة إلى الأردن.
كما تشير الأحداث إلى أن موجات أخرى من الهجرة شهدتها الضفة الغربية إلى الأردن بعد اتفاق أوسلو، وكذلك خلال حربي الخليج في التسعينات حيث هاجر الفلسطينيون من العراق إلى الأردن.
فهل كان تأسيس "الأردن" يهدف استراتيجيا إلى إنشاء متنفس خلفي للكيان في حربه متعددة الأبعاد، بما في ذلك "الحرب الديموغرافية"؟ وهل يراهن ترامب على هذا المعطى؟