ثمة مستويان من الديمقراطية في العالم، فهناك الديمقراطية الوطنية، أي العلاقة بين النظام السياسي ومجتمعه ، وهناك الديمقراطية الدولية، أي مستوى النزعة السلمية والاحتكام للقوانين الدولية في إدارة العلاقة بين الدول، وسأبدأ بالديمقراطية على المستوى الوطني ، وأشير الى المعدل العام لكل إقليم سياسي، ثم انتقل للمستوى الدولي.
أولا: الديمقراطية الوطنية.
تشير نماذج قياس الديمقراطية في أقاليم العالم عام 2024 الى النتائج الواردة في الجدول التالي(المعدل من 10):
الإقليم عدد الدول معدل الديمقراطية الترتيب :
• اوروبا الغربية 21 8.38 الاول
• امريكا الشمالية 2 8.27 الثاني
• امريكا الجنوبية 24 5.61 الثالث
• اوروبا الشرقية
• وآسيا الوسطى 28 5.35 الرابع
• آسيا 28 5.31 الخامس
• افريقيا
• جنوب الصحراء 44 4 السادس
• الوطن العربي 20 3.12 الاخير.
ولو نظرنا في الجدول السابق سنجد أن العالم العربي يقف في ذيل القائمة وبمعدل ضعيف للغاية، كما أن الفارق بين دولة عربية وأخرى في هذا الجانب يبقى هامشيا رغم التباين في الجانب الشكلي للديمقراطية، فعدم وجود انتخابات في بعض الدول لا يختلف في دلالاته عن الانتخابات المزورة في دولة أخرى, ومنع الأحزاب لا يختلف كثيرا عن وجود أحزاب تصنعها الأجهزة الأمنية أو تمولها جهات خارجية..الخ.
ثانيا: الديمقراطية في العلاقات البينية لكل إقليم:
لو نظرنا في طبيعة العلاقة بين دول كل إقليم استنادا لمؤشرات القوة – أي الإكراه أو الاستبداد الإقليمي -في إدارة العلاقة بين الأطراف( الحرب، الحصار الاقتصادي، قطع العلاقات الدبلوماسية، إغلاق الحدود، التصويت ضد الغير في المؤسسات الدولية أو الإقليمية، التحالف مع خصوم الغير ..الخ)، سنجد الترتيب التالي( القيمة العليا 5) :
• -اوروبا: 1.7
• -شرق آسيا: 1.9
• -امريكا الشمالية 2
• روسيا واوراسيا: 2.2
• -امريكا الجنوبية 2.23
• -جنوب آسيا 2.33
• -افريقيا جنوب الصحراء 2.35
• -الوطن العربي 2.4
الخلاصة:
يشير البعدان( الديمقراطية الوطنية والإقليمية) الى أن العرب يعانون من مستويين من مستويات الديمقراطية: هم الأقل ديمقراطية في علاقة أنظمتهم السياسية بمجتمعاتها، وهم الأقل عالميا في إدارة علاقاتهم الإقليمية البينية بطرق سلمية وقانونية ، والملفت للنظر أن اتجاه هذه المؤشرات في بقية مناطق العالم تتأرجح بين التذبذب والتحسن بينما في المنطقة العربية تزداد سوءا زيادة خطية(Linear) .
لقد وضعت فرضية سأعمل على مناقشتها في مشروع بحثي جديد بعد اكتمال البيانات لدي ، وتدور الفرضية حول الإشكال التالي:
إن وجود إسرائيل مسؤول عن هذا الاضطراب العربي العميق بنسبة – عالية جدا- عالية- متوسطة- ضعيفة-هامشية.
هل سأتمكن من القياس ؟ يكفيني أجر واحد…