حدّثني اللّيْثُ عُقابْ
قال انّه لمّا حلَّ شهرُ آبْ
دَخَلَ "وادي الذئابْ"
فدَنتْ منه رَبابْ
و أمطرته بالعِتابْ
فاستناخها و استجابْ
و احتسى منها اللُّعابْ
آاااااه … من طولِ الغيابْ
ثمّ نام .. بعدما نام البعوضُ و الذُّبابْ
فرأى في حُلمه .. كأنّه ارتقى فوق السّحابْ
فجاء شيخٌ يحملُ بعضَ أوراقِ كِتابْ
فقال ما خَطْبُكَ .. يا عُقابْ!
انزل إلى البسيطةِ و التّرابْ
فنزلا .. فوقعا على "موطنٍ للأعرابْ"
فقال الشّيخُ : اذهبْ فاطرق الأبوابْ
قال اللّيثُ : أريدُ أن أتبعك ..فاهتدي .. و أنجو من العِقابْ
فقال الشّيخُ؛ لا تسألني عن ايّ شيء .. مهما كانت الأسبابْ
فسارا .. فلمّا وصلا نُزلا سياحيّا .. شُدّت الأعصابْ
و إذْ بشخص ينزفُ دمًا .. صبيّ في زهرةِ الشّبابْ
و النَّاسِ حوله يهتفون : الموتُ للإرهابْ !
.. الموتُ للإرهابْ!
فبكى الشّيخُ و قال: الموت للفلولِ .. و الأزلامِ .. و الأذنابْ
فقال اللّيث : يا شيخ ! تالله انك هالك بموجب "قانون الإرهابْ"
فقال الشّيخ: ألم أقل لك لا تسألني مهما كانت الأسبابْ !
! فقال اللّيْثُ : أجل .. كلامكَ صَوابْ
فسارا .. فلمّا بلغا مقرّ حزبِ "نداء الدَّوابْ"
قال الشّيخُ ألا لعنةُ الله على الأحزابْ
فأبدى اللّيـثُ امتعاضا .. يتبعه إعجابْ
ثمّ سارا حتّى التقيا شخصا .. يُدعى "أريالْ بوغلّابْ"
فلعنه الشّيخُ .. و سبّه أيّما سِبابْ
و قال له يا نحسُ .. يا وَجْهَ الغُرابْ
يا نذْلُ .. يا أنثى الكِلابْ
يا آتيا أفعالَ ما تفعله القِحابْ
قال اللّيْثُ : يا شيخي .. هذا عَيبٌ .. و لَيْسَ من الآدابْ
فقال الشّيخ : لا تعليقَ و لا جوابْ!
فردّ اللّيْثُ : عذرًا إنّي ظعيف الذّاكرة .. و قليل الإستيعابْ
ثمّ سارا .. حتّى بلغا شجرًا كثيفًا في قاعِ غابْ
فوجدا جنودًا مذبوحين .. آكل من لحمهم الغرابْ
فقال الشّيخ : انها حلقة من مُسلسل الإرهابْ
قال اللّيْثُ : يا شَيْخُ إِنَّك لا تحسنُ الخطابْ !
و ان أمركَ مُريبٌ! .. و قولك ليس له محلٌّ من الإعرابْ
فقال الشّيخُ : لقد قُضيَ الأمر و غُلّقتِ الأبوابْ
سأخبرك بما لم تفهمه .. و لم تقرأه في كِتابْ
فكلّ ما رايتٓه معي ..هو من فِعل "عصابةِ العَبْعابْ"
و بقيّة المهمّةِ .. يُكملها "أريالْ بوغلّابْ"
يا عزيزي .. يا عُقابْ
اذهب إلى الخِلّانِ و الاترابْ
و أخبرهم بأمرِ "عِصابةِ العَبْعابْ"
و لمّا أفاقٓ اللّيْثُ على صوتِ طَرْقٍ شديدٍ على البابْ
فتحه .. و إذْ بالحَرَسِ مُدجّجينَ بالسّيوفِ و الحِرابْ
فقالو: قد علمنا ما حلمتَ به يا عُقابْ سنغلقُ المساجدَ .. و نمنعُ الأحزابْ
و نكسّرُ المنابرَ .. و نُدنّسٌ المِحرابْ
فقال اللّيْثُ: وداعًا .. يا مُهجتي رَبابْ
استودعتكِ مولايا .. هازمِ الأحزابْ
و خالق الإنسانَ .. من ذرّةِ ترابْ
لا تجزعي فإنني .. لا أرهبُ العذابْ
و أخبري بلُطـفٍ .. بُنيّتي رِحابْ
قولي لها أن تدعو على العَبْعابْ
و تُكملُ مسيرةَ تحرّرِ الشّبابْ
و تُدوّنُ مَلحمتي في أجملِ كِتابْ
و تجعل عنوانه : فليسقط الأذنابْ