رسالة مفتوحة لـ" الفاضل الجزيري "

Photo

لعلّك لا تذكر هذا الوجه الأسمر الذي قابلك في نزل بالحامة سنتين قبل الثورة عندما جئت تعرض شريط " ثلاثون " و سألك عن الغاية من اعمالك . فأجبت في لكنتك البلديّة الرّخوة " نحارب في الخوانجيّة "! و أكملت ترشّف قهوتك مع صديق لي كان تجمعيّا فأصبح بعد الثورة " وطدا " .. لم أجد ساعتها ما أقول فقد سقطّت من عيني.

و لمّا رأيتك البارحة ، و كنت مقاطعا قنوات التصريف الاعلامي كصديقتي ألفة الهلالي، عرفت أنك ستكذب ! غير أنّك فتحت عيني ، ولم أكن على عمى ،على بؤس الثقافة و مشهدها منذ ان صمت محمود المسعدي ..فتناسل أمثالك كالقيح من البيضة البورقيبية اليتيمة ! فجثموا علينا كزعيمهم.. " مدى الحياة " .. فلا إبداع غير ما يبدعون و لا " فقافة " إلاّ ما يعرضون من بضائعهم .. كنّا ندفع من ضريبتنا لكم و نقول:" ألستم خير من ركب المطايا الثقافيّة ؟!" و مع كلّ بيضة تضعونها، رغم أنّنا على يقين من خصاكم ، نقول سيلتفت لنا العالم .. فيدير نحونا قفاه !

أنظر فأرى طائفة من الطّغمة الثقافيّة تجلس على رقابنا : خزعبلات حسن بن عثمان وحسونة المصباحي.. هرطقات أولاد أحمد .. أفخاذ "سينما الحمّام " للنوري بوزيد ..هذيان رجاء فرحات ... نوبات و حضاري الفاضل الجزيري .. و الفرح الدائم في قعر " أم الحسن غنّات فوق الشجرة " ..عوالم " الرّبط " و " الحومة العربي " .. و ما تتنهّده أمينة فاخت! تلك هي أصلكم التجاري و ما تبيعون .

أنتج هذا بالضّرورة أمرين لم أعد أشكّ في مسؤوليّتكم عنهما : ثورة حمراء ملّت من صفاقتكم فلم تجدوا تعبيرة ثقافية واحدة ترتقي للحظتها الشعريّة الفذّة ..و كيف تجدونها و أنتم أخصى من زعيمكم ذاك و هذا ؟! .. و دواعش شُعْثا غُبرا يجعلونكم وخطابكم ذريعة لذبح النّاس و قطع نسلكم ...!!

فمتى تفهمون أنّ صلاحيتكم انتهت من زمان و أنكم تدخلون في غير زمانكم و أنّكم خنقتمونا حتّى جحظت أعيننا؟ .. متى تفهمون أنّكم مرحلة مرّت و لا نريد أن نتذكرها ؟

..

" حلّوا عن سمانا " .. خذوا أشياءكم ..و انصرفوا ...

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات