قرأت تعليقات ساخرة حول التعريب الحرفي لأسماء منتجات أجنبية إثر قرار من بلدية تونس يهم المحلات التجارية ...و بغض النظر عن البعد الرمزي و"السيادي" لهذا القرار ، هذه الماركات ليست كلها فرنسية حتى يغضب أصدقاؤنا الفرنكفونيون وعشاق الحروف اللاتينية حاملة الحداثة إلينا برأيهم،
فالسلع اليابانية مثلا، وهي منتشرة كثيرا في بلادنا، ستكون سعيدة بالابتعاد عن النطق الفرنسي لحرف U عندنا خصوصا مع عجز الكثير من التونسيين عن النطق الفرنسي الصعب والمتأفف لهذا الحرف وانحيازهم إلى مصوّت أسهل هو i... ولنأخذ مثلا سيارة ISUZU التي يغلب نطقنا لها منذ ثمانينات القرن الماضي باسم "ايسيزي" ستكون أقرب بالحروف العربية إلى اسمها الأصلي المعروف عالميا وهو "ايسوزو"…
أما الإيحاءات الجنسية التي يشير إليها البعض بالنسبة إلى أسماء أخرى وتحريفاتها فهي ممكنة سواء بالحرف اللاتيني أو بالحرف العربي، كما أنها واردة حتى في أسماء وألقاب أشخاص معروفين تونسيين ومصريين وغيرهم تعودنا بها حتى أنها لم تعد تثير لدينا أي تهكم…
ما ينبغي إضافته هو أن القرار البلدي هام في أبعاده (السياحية أيضا) وجدير بالتقدير ولكنه ليس سابقة في تونس، فقد بادر إليه منذ عقدين الرئيس الأسبق بن علي مثلما أصدر حينها تعليمات للإذاعات والقنوات التلفزية كي يلتزم المذيعون والمنشطون باحترام اللغة العربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسمية للبلاد ولم يقع الالتزام بذلك نسبيا إلا لفترة قصيرة قبل عودة حليمة التونسية إلى عادتها الفرنكوعربية القديمة حيث تنكسر اللغتان باتجاه خليط مالطي مستهجن،
وما ننتظره ونرجوه أكثر من بلدية تونس، وهذا ما لم يتجرأ عليه بن علي، هو تغيير أسماء بعض الأنهج والشوارع التي تسيء إلى الكرامة الوطنية واحترام شهداء تونس، وعلى رأسها النهج الذي يحمل في العاصمة اسم سفاح بنزرت المدعو "شارل دي غول"... ("شارل ولد الغول" إذا استعملنا الأسلوب الساخر لأصدقائنا الظرفاء المشار إليهم).