الأصل أن الدّولة هي التي تهتمّ بالمبدعين لا الأحزاب، أن يُقصى الفنّان الشابّ قدّور أو يعاقب لقربه من حزب سياسيّ أو لأنه غنّى في عدد من مناسباته فهذا يعود إلى الثقافة التمييزيّة السّائدة والقائمة على الفرز الأيديولوجي والمحاباة والمحسوبيّة في توزيع الدّعم على أساس الانتماء والقرب من الفصائل السياسيّة المسيطرة على الشّأن الثقافي ودواليب الوزارة، أن يتبنّاه الحزب ويدعمه لأنّه عوقب بسببه فيه مزيد من الإمعان في الخطإ وتكريس لنفس الواقع المريض،
استحسنت التدخّل لدى وزير الثّقافة لأنّ الدّولة محمول على عاتقها رعاية المبدعين، واستحسنت إعلان السيّد النّائب عن إدخال الشّأن الثقافي داخل حزبه في دائرة التخصّص أي إلحاق أنشطته بالمجتمع المدني المستقلّ عن الأحزاب على غرار الدّعوي والخيري كما نصّصت على ذلك لوائح المؤتمر العاشر للحزب،
الأحزاب تثقّف منخرطيها وتدافع عن برامج لدعم الثقافة والمبدعين سواء من خلال نوابها في البرلمان أو من موقعها في الحكم أو المعارضة ، وليس من دورها أن ترعى الثّقافة والمثقّفين والمبدعين بشكل مباشر.
هذه خطوه متقدّمة في اتّجاه تحييد الثقافة عن الأحزاب والتحزّب، وبهذا نحمي مبدعا مثل قدّور من الوصم السياسي ومن افتقاد الدّعم إلى هذه الدّرجة المعيبة في حقّ الدّولة وكامل الوسط الثّقافي والفنّي ، مودّتي.