الإضراب على الوتر الحسّاس....

Photo

اعلان الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل عن اضراب عام يومي 20 و21 فيفري القادم يأتي اكثر منه رغبة في دخول الجولة القادمة من المفاوضات من موقع القوة، من تنفيذ الوعد والمضيّ في الوعيد دون رجعة ودون تراجع…

يعلم نور الطبوبي ورفاقة من قيادات الاتحاد ان ورقة "الاضراب العام" لا يمكن الذهاب فيها وبها نحو استعمال مفتوح ودون سقف، ويعلمون كذلك أن الطبقة السياسية الفاعلة وخاصة الحاكمة، لا تحدد موقعها ضمن "لعبة الاضراب" على أساس المطالب المعلنة للاتحاد (اي تحيين القدرة الشرائية)، بل (وهنا لب المسالة) على قاعدة الفرز القائم وكذلك القادم استعدادا للانتخابات التشريعية منها أو الرئاسية في خريف 2019.

يمكن مقارنة اتحاد الشغل بدبابة في ارض المعركة. الشاهد يعمل على تدميرها وفي افضل الاحوال تدجينها وجعلها شاهد زور او الزوج الديوث على فراش صندوق النقد الدولي، في حين يراها الباجي مجرد مدفع يقصف قصر القصبة دون هوادة الى حين رفع الراية وانسحاب (الغشير) يوسف الشاهد منكسرا ليعود (عجوز قرطاج) إلى صباه ويستعيد سطوته وسيطرته على العباد ومقاليد البلاد. في حين لا تفعل النهضة/الغنوشي سوى الجلوس على الربوة ومسك العصا من الوسط، وأساسا تعداد خسائر الطرفين مع الدعاء المتواصل بان تسمر حروب "الطوائف" الى حين يقضي جميعهم على جميعهم…

لا الشاهد قادر على القضاء على الاتحاد او تدجينه ولا الطبوبي يستطيع ايقاف مسلسل الخنوع والتسليم يمقدرات البلاد الى صندوق النقد الدولي. هي حرب "البسوس" وكذلك "داحس وغبراء" في الأن ذاته، مراوحة في المكان والبحث عن النصر بالنقاط رغم شعارات "الوقوف" لتونس او فتح سقف الاحتجاجات دون حدود....

في انتظار ذلك، عمق شعبي متزايد يشعر باحتقان خطير، سيدفع بالمهمشين الى كسر القواعد السياسية (الديمقراطية) التي يفاخر بها الجميع والتي جعلت الجميع صاحب حق (مفترض) في "كعكة" السلطة…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات