لكنها تخسر الكثير من جمالها وروعتها لما يطالب بعضهم بتقنين المثلية والزطلة ويتخصص البعض الاخر في الدفاع عن اللهجة الدارجة او الدفاع عن المدارس العشوائية ولو كانت لتدريس القران الكريم .وتتاسس لهذا البعض الجمعيات والمنظمات المدعومة ماليا وسياسيا واعلاميا داخليا وخارجيا ..و الداعمون يبذلون المال والجهد لجعل ما يراه الناس اجمعين فسادا اسود وما هو نشاز ارعن في صلب حقوق الانسان …
انا مصدوم اليوم لان عددا من الاشخاص ينتمون الى منظمات المجتمع المدني التي تدعمهم عقدوا ندوة صحفية قبل يومين طالبوا فيها الدولة ان تتولى بيع الزطلة وتقنين استهلاكها…
وهذه الصدمة لم تزعجني كثيرا فقد اصبحت الصدمات متتالية لان المفساد والجرايم في تونس تحولت الى ثقافة يومية و اصبحت عادية ففي كل يوم تنبع في تونس اخطاء فظيعة يشتغل عليها الاعلام ليدعمها ويجعلها عادية باسم حقوق الانسان ويتم تجريم كل عمل يقف ضدها بل يصبح المناضلون ضد القبول بها ارهابيين ودواعش فلا حرية إلا حرية هذه الاخطاء والخطايا الى درجة اننا اصبحنا نتوقع الاخطر ..والأكثر فسادا والأكثر سوادا فقد تأكد ان المال الذي كثيرا ما يفقد الضمير قادر على ان يقنع ..وقادر ان يجد المقتنعين الذين ينظفونه ليفقدوا ضميرهم في لحظة فينبرون برنين النقود وحفيف الاوراق النقدية والشيكات والهدايا الثمينة الى الدفاع عن الشياطين والأفكار الشيطانية فيجدون لها المبررات حتى من القران والإنجيل والتوراة .
وتظهر في تونس جمعية تتدعي انها ثقافية ينتمي اليها اناس لم نكن نعرف لهم اي حضور دورهم اليوم الدفاع عن اللهجة الدارجة وترسيخ حضورها والكتابة فيها وبها والإشادة بمن يكتب الادب بالدارجة وإبرازهم والعمل على انتشارهم وتوسيع حضورهم بإسنادهم الجوائز والشهادات والأوسمة في بلادنا العربية التي تفتخر بتاريخها العربي الاسلامي وبإشعاع ثقافتها وانتاجاتها وتراثها وبعواصمها ومدنها العريقة عالميا وإنسانيا في الحضارة مثل القيروان وتونس والمهدية..
وطبعا غدا سيأتي دور انصار الصهاينة والصهيونية لتمكينهم من حقهم في قيام منظمة للدافع عن اسرائيل و عن حرية مساندتها والترويج لبضاعتها وثقافتها ..و حرية ضرب الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده لأنه يزعج السيدة اسرائيل ويقلق ...وأنا لا اتهكم هنا من اي شيء بل اني اتحدث عن واقع يتململ للتعبير المطلق عن كيانه وأنا واثق مما اقول لان التمهيد للاعتراف بصهاينة تونس واضح وهو تمهيد يبدأ ببضعة كلمات هنا وهناك متناثرة ومتقاطعة و عمليات التمهيد تتدرج من زلة لسان لتحسس الارضية الى خطب ومواقف تسيء للفلسطينيين والشأن العربي والروح العربية الى اقامة معارض صور ورسوم تبكي لأجل اليهود الذين قتلهم هتلر وهو امر مقبول لو جاء هذا المعرض في نطاق دعوة اسرائيل الصهيونية المجرمة الى الاتعاظ بالتاريخ فلا تفعل بالعرب ما فعلته فيهم النازية بزعامة هتلر لكن منظمي هذا المعرض لا يقصدون ذلك اطلاقا انما يبررون بها قيام اسرائيل وترسيخ الصهيونية و اتهام الفلسطينيين بالإرهاب واعتبار منظمات التحرير الفلسطينية منظمات مجرمة وإرهابية .
وكان يمكن ان اشك في موقفي لو لم اكن اعرف من يقف وراء هذا المعرض الشهير الذي احتضنته دار الكتب الوطنية ..نعم دار الكتب الوطنية التي هي رمز الذاكرة التونسية ورمز الثقافة التونسية في كل ابعادها ومقوماتها التاريخية …
والمزعج حقا ان نجد عددا من مثقفي تونس في صدارة من يدافع عن حرية قيام منظمات قانونية وفسح المجالات الاعلامية امامها لترسيخ المثلية وعدم محاسبة المثليين ولا محاكمتهم ونشر الزطلة وتحرير بيعها ومساندة الصهيونية علنا والترويج للهجة الدارجة والدفاع عنها لتكون اللغة الرسمية للبلاد ..
وهذه مرحلة اولى للمطالبة بإلغاء اللغة العربية لأنها وافدة ولأنها صعبة والى غير ذلك من التبريرات الصهيونية الواهية التي تكتسب قوتها من المال والمال فقط ….ولا من الحجة الحقيقية والروح العالية والبعد الحضاري القويم ….