لأن الحراك الشعبي في الجزائر يأتي طاقة هادرة وليس قوة فاعلة (بالمفهوم السياسي المباشر)، فإن تأثيره يكون غير مباشر، بمعنى أنه دفع ويدفع السلطة للتراجع، وأكثر من ذلك يؤدي الى صراع أجنحة، بدأت في طعن بعضها، وسيشتد الصراع.
الطريقة التي تصرفت بها قوات الامن اليوم في الجزائر، تؤكد ان هذه المنظومة ليس فقط لم تمارس ولن تمارس القمع، بل صارت (وهنا الخطورة على "منظومة بوتفليقة") تتبنى الشعارات المرفوعة من قبل الشعب....
اطلاق النار في الهواء من قبل العناصر الامنية ابتهاجا بسلمية التظاهرة ورفع اخرين لشعارات الشارع، والترحيب بركوب المتظاهرين الشباب عربات الشرطة، تؤكد جميعها أن الامن لن يطول به الوقت ليقف في صف المتظاهرين…
ڨايد صالح وضع مسافة مع منظومة بوتفليقة والأمن اقترب خطوة من الشعب. جميعها علامات ساعة سقوط النظام او بالأحرى انقسامه بين من سيغادر البلاد في جنح الظلام، ومن سيصنعون ربيع الجزائر حقا وحقيقة…
فرنسا: حان وقت الحساب
جولة بين الشعارات المرفوعة في مختلف المظاهرات التي تعيشها الجزائر اليوم 15 مارس، وحتى السابقة منها، يثبت بما لا يدع للشكّ، نفسا معاديا لفرنسا، بل يدعو إلى القطيعة وحتى الحساب…
لا جهة تقف وراء هذه اللافتات أو دفعت أصحابها، بل هو يقين جازم واعتقاد راسخ بأن فرنسا هي الطاعون، والطاعون هو فرنسا.
هكذا ومن خلال شواهد أخرى كذلك، نتأكد أن الشارع الجزائري اليوم، هو سليل ثورة نوفمبر العظيمة والخالدة…