تتحشد القناعة لدي أن مفهوم "يساري" في عالمنا العربي، يعني أن تكون "مجاهرا بالفسق، وبالموبقات، وبالصلف، وبالغوغائية، وبكره كل مظاهر التدين والعروبة، وباستهزاء غير مفهوم بالقيم الأخلاقية" ...
لا يحدثني منكم أحد أن (الشاذ يحفظ.........) وما لف لفها من الكليشيهات الممجوجة، الكل منخرط في هذا التمشي المؤذن بخراب مالطا، والأدهى والأمر ان كبار القوم من اليسار كالأبالسة قدرة على ترويض المراهقين من طلبتنا (اناثا وذكورا)، فمن السهل ان تورط طالبا أو طالبة في الانخراط اللاواعي لتبني "أصوليات ماركسية، لينينة، تروتسكية" تنكر المشترك وتلغي المختلف، أي بعبارة أوضح هي "دوعشة" فكرية سلاحها "العنف الثوري"، ومنحتها "جعة ممتازة وجونطة زطلة، ثم سهرات جنسية ماجنة".. أليست هذه مظاهر ينكرها الجميع على دواعش العصر من استقطاب، وتغييب، وجهاد نكاح؟!...
إذن،" كيف سيدي كيف جواده".
هذا القول، خلاصة تجربة مع أصدقاء وزملاء ومعارف ممن ظنوا أنفسهم " ظلما وبهتانا" يساريين، فاليسار الذي ثقفناه وزعمنا انتماء له، هو : فكر مستنير، وإلتقاء المعرفة بالكد والنضال في سبيل بناء مجتمع متوازن، تتعادل فرصه الاجتماعية والسياسية والثقافية، ليس" كاسكيت وسيجارة في رمضان ولباس محزوق لغانية تدعي حرية الجسد" …
عدم احترامك للمختلف، يعني دعوة للصدام، وما حصل اليوم في كلية منوبة مدعاة للمنتسبين للاتحاد العام التونسي للطلبة أن يتحشدوا (في ردة فعل طبيعية ومسنودة) ويمنعوا اية محاضرة محسوبة على يساري مراهق.. ومدعاة أيضا أن يثوروا على كل عميد أو مسؤول جامعي يكيل بمكيالين.
فما دواء الصدام إلا الصدام، وإبراز القوة التي أفرزتها صناديق الانتخابات مطلوبة احيانا في ساحات أرحب حتى يعلم ذوي المهمات القذرة وحثالات التمترس الأيديولوجي والاقصائيون انهم (رغم دورهم الوظيفي كمخبرين منذ عقود) ليسوا نظراء لمعركة فاصلة : لا فكريا، ولا تنويريا، ولا حتى بالخنيفري.
دعوة أخيرة إلى أولياء الطلبة، أن يراقبوا أبناءهم وبناتهم الذين طالتهم لوثة "اليسار العفن"، لأن انتماءهم هذا، صنو الانتماء للحركات الأصولية العنيفة (داعش والقاعدة ونظيراتهما). وقد تندمون غدا على التفريط في بناتكم الغافلات والمبهورات بحرية سفيهة، لأشباه مثقفين، يدعون قوامة فكرية يسارية، والحال انهم (واعرف أغلبهم للتذكير) ذئاب سفلة، سيجعلن من بناتكم خليلات، وبائعات هوى في آخر مراحل حياتهن.