ليس بالضرورة ان تقول " رغم اختلافي معه " لأنها جملة باردة و بلا معنى ولا وظيفة لأنك لن تجد الوقت لتبين لنا نقاط الاختلاف في تدوينة سريعة تبرز فيها اسفك الاخلاقي على موت سجين سياسي في محبسه لأنك سياسي يحترم القيم …
لكن الأسلم ان تشير بسرعة الى أسباب اسفك ..اما انه مجرد ترحم على ميت و لا شماتة في الموت و هذا معقول و لكنه غير كاف مع فقيد سياسي ..و اما ان تشير الى ان سبب ترحمك هو انه رئيس شرعي تم عليه انقلاب و هذا موقف سياسي يجوز اتخاذه بقطع النظر عن الاختلاف مع المنقلب عليه و سياساته ما دمت ديمقراطيا …
او ان تكتفي فقط باعتبار سبب ترحمك ان الرجل في كل الاحوال كان سجينا سياسيا وقع في أسر خصمه بعد معركة سياسية و المفروض ان يعامل الاسير و السجين السياسي بما تقتضيه مبادئ حقوق الانسان من حق في العلاج و محاكمة عادلة مما يفرض عليك اعتبار النظام الذي مات في سجنه نظاما فاشيا مجرما مارقا حتى لو كنت لا تختلف مع هذا النظام و تختلف مع قتيله …
البشاعة التي لا دواء لها ان تتصور انك يمكن ان تكون مناصرا لمقاومة سمحة و تقدمية مستنيرة ترفض "الرجعية السوداء " بقطع النظر عن صحة موقفك الفكري و ان تعلن انك لا تأسف على وفاة سجين سياسي في معتقله ..وقتها نقول ان المقاومة أشرف و التقدمية انبل من ان ندعي مناصرتها بالرغبة في مواجهة الخصوم السياسيين بقتلهم عبر جهاز الدولة البوليسية العسكرية خصوصا اذا لم يكن صراعك مع خصمك هذا في ساحة نزاع مسلح ...
الاكثر بشاعة حين تعلن انك لا تساند و تغضب ممن يحزنون او يتأسفون لموت مرسي في سجن جلاديه لأنه ضد سوريا و ضد المقاومة و القومية و التقدمية فأنت وقتها لست لا مع سوريا و لا المقاومة و لا التقدمية ...انت ببساطة مصاص دماء مرعب يجب ان ندعو الله ان لا تحكمنا و ان لا تكون شريكا لنا في وطن و لا في مشروع و لا في حلم ...ا
اللعنة..هناك اشخاص تفوح منهم رائحة الدم .. .
رحم الله مرسي ...رغم اختلافي معه...يا الاهي لقد قلتها ....ابدا رحم الله مرسي لان السيسي مجرم سفاح …