في نفس اليوم تم إحباط عملية إرهابية إستهدفت محطة الإرسال الإذاعي في قفصة و هجومين انتحاريين جرح فيه أمنيين و مدنيين واستشهد عون امن في أماكن جد حساسة في مقر فرقة مكافحة الإرهاب و في شارع الحبيب بورقيبة على مقربة من سفارة فرنسا.
في نفس اليوم تدهور الحالة الصحية لرئيس الجمهورية فيتم نقله إلى المستشفى العسكري و وسائل الاعلام الأجنبية تنعى رئيسنا بينما تتحدث الرواية الرسمية عن حالة مستقرة.
كل خبر لوحده كفيل بزعزعة استقرار الكثير من الدول .. لكن ماذا حدث في تونس؟
رئيس مجلس النواب يدعو إلى اجتماع طارئ مع رؤساء الكتل للبحث في المستجدات و للتنسيق بين الأحزاب . تفعيل خطة أمنية في المقرات الحساسة و في المطارات تحسبا لأي طارئ . التلاميذ يواصلون اجتياز امتحانات السنة السادسة و كان شيئا لم يكن . الإدارات تشتغل .
التصريحات السياسية تاني تباعا موزونة تدعو إلى الوحدة الوطنية و إلى التمسك بالمسار الديمقراطي و ترفض أي تلاعب او مس بالشرعية.
هكذا نريد بلادنا : دولة لها مؤسسات شرعية و قوانين تحمي الدولة و تحمي المسار الديمقراطي و تحمي الانتخابات ..
و هكذا نريد شعبنا :شعبا يظهر معدنه "كيف تحك الركاب" يدافع و يستميت من أجل وحدة البلاد و أمنه و يقف صدأ منيعا أمام أي محاولة بائسة لبث الفرقى و الفتنة بيننا .
تونس اليوم يحميها دستورها و قوانينها و مؤسساتها و مواطنيها.
نحن بدأنا في تكريس الديمقراطية و التعددية و مبدأ التداول السلمي للسلطة كخيار لا رجعة فيه . تعيش تونس و المجد لشهدائنا .
ورثْنَا السَّوَاعِدَ بَيْنَ الْأُمَمْ صُخُورًا صُخُورًا كَهَذَا الْبِنَا
سَوَاعِدُ يَهْتَزُّ فَوْقَهَا الْعَلَمْ نُبَاهِي بِهِ وَيُبَاهِي بِنَا
وَفِيهَا كَفَا لِلْعُلَا وَالْهِمَمْ وَفِيهَا ضَمَانٌ لِنَيْلِ الْمُنَى
وَفِيهَا لِأَعْدَاءِ تُونِسْ نِقَمْ وَفِيهَا لِمَنْ سَالَمُونَا السَّلَامْ