من قال ان اعلام العار في تونس تصعب توبته وأنه من المخلدين في الخيانة وأنه باء بغضب من الشعب الى يوم انقراضه، وأنه في الدرك الأسفل من الرذيلة، من اقفل باب رحمة تونس في وجه هذه الاردان الاعلامية، ومن يسوّق لليأس ويقول انه من كفر بالثورة ثم ازداد كفرا لن يقبل الشعب توبته؟ من قال ويقول بذلك إنما يقطع طريق الرجعة على من باعوا فضاعوا، أضلوا فذلوا..
بلى يمكن ان يخرج من هذا المستنقع اعلاميين نزهاء، او أقله يحاولون التأسيس للنزاهة الإعلامية، ففي تونس مازال المشهد الإعلامي اكثر المشاهد تعفنا، اي نعم أفلت الجيش بشكل مبكر من الرداءة والتحق به القضاء، ونحن نعاين المجهودات الكبيرة التي تقوم بها المؤسسة الامنية للالتحاق بالركب، بينما لا يزال الاعلام في غيّه القديم، يرابط حيث ترابط الثورة المضادة.
وفق ما تقدمه الاعلامية سماح مفتاح فإنه يمكن للجميع الالتحاق بمهنة الإعلام والتوقف ولو تدريجيا عن تعاطي الدعارة الاعلامية، يمكن ايضا ان تسترزق بشرف من هذا القطاع، وانت وقدراتك وملكاتك وليس انت وشرّك وعباراتك السوقية وصلفك و استعدادك الفطري والنفسي للاستعباد، يمكن أن تكون ذلك الصحفي المتمكن، وليس ذلك الصحفي الذليل الذي يرْسله سيده ليعقر ويتآمر ويقّود"بكل معانيها" ويستعمل هويته ليطعن في بلاده.
هذه اعلامية تونسية تستقبل ضيوفها بنفس القسمات، توزع جرعة الابتسامة على الجميع وبنفس الكمية، تحاول ضبط الاسئلة وفق مهمة الشخصية وموقعها وتأثيرها وليس وفق التوصيات التي تأمرها بهرسة هذا وبحبحة ذاك، والاكيد ان الملاحظ سيقف على الفروق الشاسعة بين قسمات وسلوك سماح الـــ" standard "التي تستقبل الشيوعي والإسلامي الثوري والزلمي او الزلمية جدا بنفس الابتسامة ونفس الترحاب ونفس الجدية ونفس السياقات ونفس الاجندة التي تحكم روح الحوار،
شاسعة هي الفروق بين هذه الاعلامية وبين غيرها ممن يمارسون الإعلام بعقلية التجارة في الخمارة، خاصة تلك الاعلامية التي تستقبل احد افراد عائلتها الإيديولوجية كما تستقبل العروس التي شارفت على العنوسة زوجها ليلة الدخلة، في حين تستقبل خصمها الأيديولوجي كما يستقبل محمد بن زايد سبعطاش ديسمبر، بعد ان أطلق عليها النار وأطلق عليها كلابه وأطلق عليها نفطه وأشعل فيها النار، ثم ينفض الرماد من يديه، يأخذ نفسا طويلا، وقبل أن يرتد إليه نفسه تمر من امامه سبعطاش ديسمبر في ابهى زينتها، تتبختر في عنفوانها كما خلقها الله اول مرة، يوم مات الفتى البوزيدي فولدت من ثنايا لحمه المحترق…صرخ غلام زايد! أهذه سبعطاش !! الم ادفنها منذ حين؟!
يعود اليه صدى خيبته، ايها الجلف الصحراوي المارق، وحدها الاشياء الزائلة ترضخ الى سنن الفناء، أما القيم الخالدة فلا يعتريها الموت، نعدكم أيها الاجلاف، لن تطلق عليكم سبعطاش ديسمبر ولو رصاصة واحدة، ستقتلكم جميعا بالسكري والأعصاب وضغط الدم، ثم تجلس في شارع الثورة، تسدل ثيابها برفق حتى لا تؤذيها عيون الأجلاف الذين هم بصدد الاحتضار، تشم الياسمين البلدي، تقشر برتقالة من الوطن القبلي، تأكل ثلاث حبات من الدڨلة الڨبيلية، تشرب اللاڨمي الحلال ثم تخلد إلى الحياة.