أمام الباب كهل واقف في حالة ذهول... يكحّ في كحّة عند الله علمها. وجهه يحمار ويتقطع عليه النفس حتى الناس تحسابه باش يموت. سرق نفسا مؤقّتا من حالة الكحة الدائمة واغتنم الفرصة وسبّ الثورة ولعن الأحزاب وترحّم على عهد بن علي... وأمّن بقية الموجودين. أغلبهم كهول وشيوخ.
في العادة نتقلق ونتكلّم…
لكن آش باش يقول الواحد أمام شخص يحب يجبد فلوسه باش يشري دبوسة سيرو يسترجع بها أنفاسه المقطوعة... فلوسه مُعتقلينها أعوان البريد وماخذينها رهينة لتحسين شروط التفاوض... شخص يبدو أنه ما رقدش عنده ثلاثة أيام والمطلب الوحيد إلّي عنده أنّه ياخذ غمضة... يحب يرتاح لكن ما عندوش حقّ المسكّن.
لو تهبطوا شوية من البلاتوهات وتخرجوا من تحت الكليماتيزورات وتترجّلوا من سياراتكم الضخمة وتنسوا شوية ذواتكم ومصالحكم وحساباتكم الضيقة... لو تلتفتوا للشارع ولمعاناة الزواولة ولما تقترفه "الباندية" متاع الدولة العميقة في حق الشعب العميق....
لو توظّفوا طاقاتكم المهدورة في "التكنبين" و"التكنبيص" للبحث عن حلول لتحسين المرفق العمومي وترشيد الوظيفة العمومية وحوكمة الشأن العام.... لو تقتصدوا في المال المهدور في الحملات الإنتخابية "الفارغة من أي مضمون" متاع الرقيص والنباح... لإنجاز دراسات ميدانية واستشارية وخبرية لفهم الواقع إلّي ماشي في بالكم أنكم باش تحكموه بالتبلعيط وبالباراتان…
لو لو....
لما تخرجون من برزخ "الرئاسيات" وتستفيقون من تخميرة الانتخابات ستجدون أنفسكم أمام سؤال مُنكر ونكير...."أش باش تعملوا لنا؟". وبعدها مباشرة DEGAGE
الناس وصلت إلى مرحلة لا فرق لديها بين "مافيوزي" و"رجل دين" ولا بين "كذّاب" و"منافق" ولا بين "طرابلسي" ولا "نهضاوي"... كلّه قامت بتصنيفه داخل خانة "سياسيين". والسياسيين كلّهم متساويين أمام محكمة الشعب العميق.... إنتهازيين ووصوليين وفاسدين.
تتذكّروا الشعب لمّا وصل لحالة الذروة من تفاؤل الإرادة ماذا فعل؟ هذه المرة لن تكفي DEGAGE سوف ينصبون المشانق.... ولن يرف له طرف.