منذ الثورة ورغم التحريض الكبير من دويلات الثورة المضادة، كانت الجزائر الجبهة الآمنة للثورة التونسية، ولم ترى تونس ما يسوؤها أو حتى ما يثير حفيظتها من الجار التاريخي او من الرصيد التاريخي بعبارة أصح،
واليوم ونحن نخوض تجربة الانتقال وننوع من مصنفات الديمقراطية، ونقدم المناظرات لتعويد الساسة على الوقوف في طوابير الانتظار كما وقفت وتقف الشعوب للقمة العيش ولمغالبة البيروقراطية. نستمع الى بعض الجزائريين فندرك أن روح الثورة قد عبرت وساحت في دنيا العرب، ونستمع لبعض التونسيين فنوقن أن بقية باقية من خيانة مازالت تنغص علينا عذوبة الانجاز... فماذا قال إعلاميو الجزائر عن تجربتنا وماذا قالت الاعلامية التونسية عن نفس التجربة؟
كتب الصحفي الجزائري عبد النور بوخمخم "تونس تنتشي وتحتفي بقيم الحرية والديمقراطية.. المرشحون للانتخابات الرئاسية يعرضون أنفسهم على شعب حر سيد ليختار في مناظرة مباشرة من يحكمه.. دروس تاريخية لحكام التخلف والشمولية والفساد في بلاد العرب الخربانة تحيا تونس حرة قوية منيعة.. المجد للشعب التونسي" كما دون مقدم البرامج التلفزنية محمد مشقق "تونس تصنع مستقبلها أولى المناظرات الرئاسية في تاريخ تونس انطلقت الآن، والبث على جل القنوات التونسية والأجنبية (العربية والعالمية)، تونس تصنع التاريخ !"
أما الإعلامي المتميز قادة بن عمار فقد كتب "المناظرة في تونس نتيجة عمل مشترك بين الهيئة “المستقلة” لتنظيم الانتخابات والهيئة “المستقلة” للإعلام السمعي البصري.. نحن لا نملك.. لا الأولى ولا الثانية!"
بينما صرحت الصحفية نادية التركي للإعلام الإماراتي "وما يتم تداوله اليوم في أوروبا وفي العالم الغربي في الفضاءات الأكاديمية والمنابر والمؤسسات السياسية أن تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في ترسيخ النظام الديمقراطي الذي جاء نتاجا لـ"الربيع العربي" 2011.
للأسف، فإن العالم يرى في التوصل لكتابة الدستور والاتفاق عليه وتطبيق الانتخابات البلدية والتشريعية هو فقط نجاح للديمقراطية. ويتغاضى المجتمع الدولي عن الفروق والمسافات بين النظري والتطبيقي. ويعتمد الجميع في تقييمهم للتجربة التونسية مثلا على مراكز أبحاث محلية وغربية مموّلة في أغلبها من نظام الحمدين القطري، الذي يدعم حركة الإخوان المسلمين في تونس، بمن بقي فيهم تحت لواء حركة "النهضة"، ومن انشق عنها "شكليا" بغرض دعمها أيضا! "
لذلك قلنا إن تونس على موعد مع حدثين تترقبهما بحرقة، بلهفة.. تنتظر انقشاع ثمالة الصبايحية الى الابد، وتترقب التحاق الجزائر بركب الدول الديمقراطية، وعلينا أن نتصور هذا الجار الذي مازال يعيش ديمقراطية شكلية موجهة، كيف به حين يتحول إلى الديمقراطية بشروطها، حينها سنأرّخ بذلك اليوم ، سنجعله عرس الثورات العربية ومأتم الخيانة العربية.