قضيّة ربّما تبدو للبعض متكلّفة " م الحيط ! " ولكن بحديثي مع قاضية محترمة تبيّن لي جدارتها بأن تكون موضوع تعليق على هامش الاستحقاق الانتخابي .
ما علمته من السيّدة قاضية الأسرة أنّ عددا من الخلافات الزوجيّة بل حالات الطّلاق سببها تسلّط الزّوج على زوجته في الخيار الانتخابي أو تمرّدها عليه واختيار مرشّح مختلف عن المرشّح الذي اختاره زوجها.
القضايا لا تقدّم بهذا العنوان مباشرة ولكن عند التثبّت من طرف القاضي يتبيّن ذلك.
كما يتبيّن أنّ بعض الأزواج يعتبرون الانتخاب ليس ممارسة فرديّة بل ممارسة عائليّة على الزوجة أن تتّبع فيها خيار زوجها وإلّا فهي في وضع أشبه بالنّشوز السّياسي ،
لذلك يلجأ بعض النّساء إلى إخفاء تصويتهنّ في الخلوة الانتخابيّة عن أزواجهنّ ، وقد تزلّ ألسنتهنّ وينتهكن السرّ الانتخابي في لحظة غضب أو إفضاء لقريب أو صديق يفشي السرّ ويحسّ الرّجل عندها بالخيانة في عقر داره!
هو أمر قد لا يكون ظاهرة عامّة لتوافق الأمزجة بين الزوجين أو لاعتبار بعض النّساء أزواجهنّ أكثر تجربة وأقدر على ضبط الاختيار السّليم فيستسلمن لذلك الخيار لكن في حالات الاختلاف والخلاف تتعكّر العلاقات وتكبر كرة الثّلج حتّى تصل إلى القضاء.
الأفضل من ذلك هو الحوار داخل العائلة حول قضايا الشّأن العام وتعميم الثقافة السياسيّة وإشاعة الرّوح الدّيمقراطيّة بين أفراد الأسرة الواحدة.