الأحزاب والشخصيات السياسية والمحللّين والاعلاميين الّي سيطروا على المشهد السياسي التونسي منذ 2011 موش فاهمين الحكاية... يتساءلوا شكونو هذا سي قيس سعيّد؟ وين كان؟ وقتاش ظهر؟ منين طلع؟ شكون انتخبوا؟
بالنسبة ليهم السياسي ما يتعرف إلاّ ما يتعدّى على بلاتوهات التلافز والرّاديو... ويغنّيلهم... ويشطحلهم... وساعات يبكيلهم... وسعات يعيط وكشاكشو خارجة... ويستعمل اللغة الّي يحبوها... عادة لغة خشبية ماصه لاصطه... ما تخوّف حدّ وما توذي حدّ…
بالنسبة ليهم السياسي المعتاد... عندو حزب وماكينة وأتباع... وكوتش... ووراه رجال أعمال... وعندو باااارشا تصاور مع السفراء... ومع قيادة الاتحاد... وسلفيات مع البلوندات والمفرخة... قال شنوا حزبو يعطي قيمة للتشبيب والتأنيث…
بالنسبة ليهم السياسي المقبول هو الّي يقبل التهنتيل وتطييح القدر عند سمير الوافي ومريم بالقاضي ولطفي العماري وسامي الفهري وهلمّا جرّ... يهنتلوه ويطيّحولوا قدرو ويخرج فرحان... فرحان وزاهي على خاطر حقّق طموحو في الظهور الاعلامي... وجماعتو يبارتاجيولوا الفيديوات... "راجل دولة بامتياز"... "معلِّمْ"... "يكوّر بيهم"... "يا معّذّبهم"…
خلاصتو رجل السياسة المقبول كيفو كيف منال عمارة ونضال السعدي وزازا ونرمين صفر... صنيعة موش خلِيقة... صنيعة إعلام المجاري…
هذاكا علاش البارح في الليل تونس بكلّها سمعت حاجة كيما اللطخة... حاجة تتشبّه للصرفاڤ ... شلبوق حلايبي... وظهر بوغلاّب والعماري ومريم بالقاضي وعكاشة... تقولش عليهم ضربوا أربعة حيار هندي على الخواء... وتحسروا... وما ليها كان الاستعجالي…
علاش قيس سعيّدْ بالذّاتْ؟
قيس سعيّدْ ما يتشبّهش بالكلّ للجماعة إلّي حكينا عليهم... لا علاقة…
قيس سعيّد هو التونسي إلّي ممكن يعرضك في الشارع وما تجيبهاش فيه... هو الّي ممكن كي يرجّعلو الخضّار ولاّ الحماص الباقي، يقلّو: "أحسنتْ!"... موش: "مريقل"…
قيس سعيّد هو الّي ممكن تراه نهار أحد صباح في قهوة عاديّة قدّامو جريدة واكسبراس... ولاّ ممكن تعرضو في المرشي هاز قفتو ويقضي للفطور…
قيّس سعيّد ممكن يفكّرك في مُعلّم أيّام زمان... صعيب شويّا أما قلبو كبير وما يقرّيش أوتيد…
قيس سعيّد البارح في مقرّ حملتو الانتخابيّة (برطمان صغير في نهج ابن خلدون) تحسّوا آك الفرحان وما يعبّرش... الفرحة مخلطة بالحشمة والهيبة والارتباك... حتى من مرتو موش عارفة آش تعمل: تاقف؟ تقعد؟ تشدّ يديها تسيّبهم... يذكّروني في بابا وأمّي نهارة إلّي خذيت الباك...
قيس سعيّد يتشبّه للتونسي إلّي نقولوا عليه: "يا حسرة"! إلّي يفرض عليك الاحترام... إلّي على قدّ كلمتو... التونسي إلّي حدّوا حدّ روحو... إلّي داخل في بابوشتو...
حملتو الانتخابية تعدات خفيفة نظيفة... لا طبلْ ولا زمرْ ولا شطيح بالفولارة... لا تصاور ولا معلقات ولا سلفيات... ولا كلّ ليلة مادد وجهو في التلفزة…
حتّى جماعة الأحزاب يقولو عليه: " راجل محترم... لكن ماهوش متاع السياسة ودوالبها"…
راجل ومحترم... يزّي فيه البركة... القطعتين الّي موش موجودين في سوق السياسة...
البلاد خرجت من 60 سنة ديكتاتوريّة... دخلت في 9 سنين تبلعيط وتزوحيل وضربان لغة ولغة خشبيّة وسياحة حزبيّة وفساد ومال فاسد ومافيات تكسّر في سنّين بعضها... والشعب يتنفّس بالپاي... وسخ... غلاء معيشة... رشوة... سيادة مضروبة... ثقافة مضروبة... تعليم مضروب... صحّة مضروبة... مشاكل سكن ونقل... وقنوات مسدودة... وأفق مسدود... يزّي عاد وين ماشين بيها؟!
اليوم الشعب اختار بالقلب وبالحدس وبالمعقول... اختار واحد يتشبّهلو... واحد يجسّد التونسي المثالي... موش "تونسي عندي ما نقلّك" و"تونسي ولاد مفيدة"…
هذاكا شكونو قيس سعيّد... الّي كي تشوفو تقول ساحلي ولاّ باجي ولاّ بنزرتي ولاّ قابسي ولاّ جربي... ينجّم يكون من المنار ولاّ من قرطاج بيرصا ولاّ من المروج ولاّ من حمام الأنف...
قيس التونسي... على وزن خير الدين التونسي…