ماذا تنتظرون من إعلام الفتنة و الحقد و الدجل و تزييف الوعي غير ما يقال و ما لايقال،من لغة جسد و ما يجري على اللسان؟ هل تنتظرون ورودا أم اعترافا بنصر و قبول بهزيمة أم نقدا ذاتيا و تصحيحا للمسار؟
ما تسرّب من شفاه منتفخة بالبوتوكس و تقيّأت به تلك المصابة بداء عضال عفانا و عافاكم الله ممّا ابتلاها لم يكن غريبا او جديدا فقد قيل مثله بل و اشدّ و أوضح ،ارهابيون، رجعيون، اخوانجية، دمهم اسود و دمنا ابيض، فضلات، خونة، لا مكان لهم بيننا، عبارات تنضخ عنصرية و شوفينية مقيتة و اقصاء للآخر المختلف من الوطن بل و من الحياة . هو خطاب الكراهية الذي لا يحسنون غيره و كلّ اناء بما فيه يرشح.
افادتنا علّامة زمانها بأنّ العلّوش هو من الحيونات، و العلّوش هو التسمية التونسية للخروف و قد أصابت في ذلك بعد أن راجعنا المعجم و الشيخ قوقل .امّا لماذا اختارت هذه الثديات المسكينة الضّعيفة لتصف جزءا أصيلا من الشعب التونسي يشاركونها الوطن و الانسانية فذاك بيت القصيد، و كان من الممكن ان تضرب مثالا يروّع السّامعين و يخوّفهم كان تقول مثلا قطيع من الذئاب او الضّباع و هو ما لا ينسجم مع مقصد رسالتها.
كان باسم يوسف و كل جوقة الاعلام المصري يعزف بمثل تلك الاغنية حتّى استطابتها أذن السّامعين و كثير منهم صار ينظر لفصيل الاخوان المصريين كخرفان يستحلّ دمها و تستحقّ الذبح،و هي شهيّة الطّعم حلوة المذاق ،و بذلك تمّت عمليّات الشّواء في عربة الترحيلات و رابعة و في سيناء و في المعتقلات دون لوم أو عتاب او انتقاد حتى من منتديات حقوق الانسان المنافقة و المصابة بالحول و التي بعضها يستنكر بأشدّ العبارات مجازر الخرفان في عيد الاضحى.
و القصوري كغيرها من حثالتنا الفرنكوفونية التي بلانا بها الله تتّهم الشّعب بالجهل و القصور و عدم القدرة على تبيّن مصلحته و حسن الاختيار لذلك تحقّ عليه الوصاية و مصادرة القرار ، ولذلك أيضا فهو كما قال رفيقها و زميلها لا يصلح للديمقراطية،عبارة ركيكة يلوكها كلّ الطّغاة و يكرّرها تفريخاتهم لاجل تبرير القمع و الوصاية الفكرية على القاصرين الذين لا يحسنون التفكير أو حسن التدبير.
من أسباب ما نعيشه اليوم من فرقة و تشرذم و مناوشات و خصام أن تركنا حرّية العنان لمثل هؤلاء ان يبثّوا سمومهم و يسكبوا ما في دواخلهم من عفن و فيروسات ،دون ردع أو حساب باسم الحرّية و هم أعداؤها و آن الأوان للجمهم و عزلهم كما يفعل زمن الأوبئة اتّقاء للعدوى. على الهايكا ان تتحرّك و على من طالهم الضرر أن يتحرّكوا و يقيموا دعاوى قضائية ضدّ من كانت أذيّتهم لهم موثّقة صوتا و صورة.
لا تستهينوا بخطاب الكراهية و لكم في مصر و رواندا من قبل في مجازر الهوتو و التوتسي خير مثال.