ما حدث اليوم زلزال بأتم معنى الكلمة... شارع الحبيب بورقيبة لم يشهد مثل هذه الأجواء الإحتفالية منذ يوم 14 جانفي 2011... شباب وكهول ومُسنّين من جميع الفئات... ومن جميع الشرائح. نساء ورجال وصغار… كقوس قزح. مشهد لا تجد أدوات لتحليله ولا لتفسيره… مشهد مُهيب.
مشهد بعيد كلّ البعد على ما يُقال في بلاتوهات إعلام "الغباء المُركّب"… وارتجال وكلّ واحد يعبّر على فرحته بطريقته… عفوية ناس ترقص وناس تعيّط وناس تغنّي… مجموعات جايين من جهة برشلونة وجماعة جايين من جهة تونس البحرية وجماعة من جهة الباساج…
تونس في عرس كبيييير….
خلاصات أولية:
• الماكينات الحزبية أكبر كذبة…
• الماكينات الإعلامية مُجرّد وهم…
• المال الفاسد مال حرام لا يثمّر ولا يعمّر…
• الأحزاب يلزمها تراجع حساباتها… وتعدّل عقارب بوصلتها.
• ننصحكم ما عادش تسمعوا تحاليل مريم وبوغلاّب ولعماري وشكيب…
• وما عادش تركّزوا مع السياسيين…
• وسكّروا التلافز… واخدموا على رواحكم.
في أغلب البلدان العربية معركة السلطة تُحسم بالكلاشنكوف وبالأحزمة الناسفة وبالبراميل المتفجرة وبالمنشار… في تونس معاركنا نحسمها بسبابة. إيه نعم سلاحنا سبابة مغموسة في الحبر الأزرق…. فهّموا اولادكم قيمة السلاح الذي نخوض به معاركنا… وأنّ تونس منارة تضيء العالم العربي.
الجيش في أغلب البلدان العربية طرف في المعركة وبحذاءه يدوس إرادة الشعب… في تونس جيشنا حامي حمى التحول السلمي… واقف أمام المدارس تقول له "نهارك سعيد" يجاوبك "سعيييد"…. رئيس الحكومة رغم أنه ترشّح وفشل إلاّ انه بذل كلّ ما بوسعه لتدور العملية الإنتخابية في ظروف طيبة وسخّر مؤسسات الدولة للسهر على حسن سير الإنتخابات….
لا منشار ولا برميل ولا حزام ناسف… فقط سبابة وورقة تطويها على أربعة وتحطها في الصندوق…. غلّبوا عليّا كان باشمارغا "الحداثيين والتنويريين" متاع صيعين والحق الطين… مشتاقين للدمّ وعندهم وسواس وخنّاس معشّشين في عقولهم….دورهم التشكيك في قدرة الشعوب العربية على تحديد مصيرها دون تدخّل أجنبي… هكّا طلب منهم الآمر بالصرف. وإلاّ virement يبطى شوية…