يستعمل نبيل القروي آخر أسلحته من أجل صد هجوم الشاهد، بعد أن قبل رئيس الحكومة بالتعاطي المفتوح مع قلب تونس ومع مالكه، ورفض رفضا قطعيا تقديم أي ضمانات لتسوية الملفات القضائية الضخمة التي ترهق القروي، ربما لان الشاهد أدرك أن ما يلاحق نبيل أكبر بكثير من تدخلات عابرة او وساطات عاجزة على تسوية الثقيل، ربما ايضا يدرك الشاهد ان صاحب فكرة النداء وعرّابه ، صاحب نسمة وصاحب النفوذ الواسع،وإذا ما أفلت من القضاء ونجح في تسوية ملفاته وتخطى حاجز الزنزانة، حينها لن يقف في وجهه يوسف اكثر من ايام لأسابيع على اقصى حد.
لذلك لا تتحرك المفاوضات مع القروي بشكل سليم، ويكتفي هذا الطرف وذاك بادرة معارك صامتة، أما الشاهد فيعمل على استمالة نواب قلب تونس وإرسال من يضعهم في الصورة ويشرح لهم المآلات المحتملة لرئيسهم ومالك حزبهم، والثابت أنه نجح في إقناع بعضهم لكنه أجّل الحاقهم إلى الوقت المناسب، استعمل في ذلك شخصيات قانونية ملمة بملف القروي، وتحسن تبليغ الوضع بأشكال كارثية دراماتيكية الى نواب قلب تونس.
في الأثناء يعتمد نبيل على سلاحين اثنين، تلك الملفات والصور ومقاطع الفيديو الخاصة جدا التي جمعها على مراحل لقيادات ومفاتيح حزبه، والأكيد انه بشكل أو بآخر اشعرهم بها، هكذا يكون ضمن عدم تمردهم بل ربما يدفعهم ذلك الى الاستماتة معه لحماية أنفسهم،
أما السلاح الثاني فيعتمد فيه نبيل على اغراء نواب قلب تونس بالقليل من العطاء والكثير من الوعود المؤجلة لكن المضمونة، ولان القروي ادرى بالساحة من غيره واعلم بقيمة الميركاتوات وثمن الرأس النيابي في بورصة باردو، فقد قدم إغراءات ترتقي الى مستوى المنافسة ومن شأنها الصمود امام العروض الاخرى التي تتهاطل على حزبه، تلك العروض التي افتتحها رجل المال المثير البحري الجلاصي، ورؤوس أموال داعمة للبديل والحزب الدستوري الحر وأخيرا وبأشكال أكثر جدية تحيا تونس.
اذًا توجد مفاوضات رسمية اغلبها بوساطات بين تحيا وقلب تونس، لكنها لا تعكس الوجه الحقيقي لطبيعة العلاقة، فالصورة الحقيقية تؤكد أننا بصدد شاهد يهاجم على مختلف المحاور وقروي يصد الهجمات ويحصن من دفاعاته، مجريات المعركة تشير الى أن نبيل ليس بتلك السهولة وانه الآن يدافع بشراسة عن أملاكه الحزبيه وعن عرق جبينه النيابي! وربما انتقل الى الهجوم بشراسة أكبر، فلا يمكن للقروي ان يسلم بسهولة في نواب دفع فيهم دم قلبه.. ولربما خاض معاركه تحت شعار "من مات دون نوابه فهو شهيد".