بصراحة، يذكر مشهد تكوين الحكومة الحالية وصعوبته، بذلك المثال الغربي المستمد من عالم القطط الاليفة، صعود القط الى أعلى الشجرة..
ففي بعض الاحيان يتخاصم ويختلف فريقان مختلفان .. لنقل بين الزوجة وزوجته،،بين الاصدقاء، بين شركاء في الاعمال،أو شركاء..في السياسة..
فيلجأ أحد الاطراف الى سياسة المزايدة، ووضع الشروط المستحيلة، فيلقى نفسه أحيانا بدون شعور أو رغبة عميقة، أسيرا لتلك المزايدات، فاقدا لقدرته على المناورة أو التراجع، تماما كتلك القطط، التي تتسلق شجرة باسقة، لكي تجد نفسها عالقة هناك، غير قادرة على الهبوط منها...إلا بمساعدة أصحابها ،او رجال المطافئ ...وإلا هلكت هناك من العطش.
من المؤسف أن نتابع مثل هذا ببلادنا الآن، فهناك أطرافا تشكل أقلية عدديا بالبرلمان … إنخرطت في سياسة المزايدات ،والمطالب المجحفة، وذلك تحت أنظار،تشجيع وتسخين أنصارها المتحمسين والمتعصبين …صب الزيت ،صب الماء كما يقول المثال الشعبي، الى أن وجدت نفسها كتلك القطط بأعلى الشجرة ،غير قادرة على الهبوط الى الارض…
فما الحل إذن ؟
دائما وبمنطق القطة في الشجرة ،لا حل إلا بتدخل وطني آخر.. علما وأن حكومة القصر غير مقبولة ،لأنها غير دستورية وتتنافى مع روح الديمقراطية، كما أن الاتحاد العام للشغالين غير مقبول، فهو نفسه حبيسا لتلك الشجرة بغصن آخرفقط، اما التدخل الاجنبي فهو طبعا خيانة…
فعلى تلك الاطراف ،اذا تم إنزالها من قمة الشجرة ،ان ترجع الى طاولة المفاوضات بجدية وبنضج أكثر، فبلادنا لم تعد تتحمل مزيدا من مضيعة للوقت…
وإلا صدقا، المرة المقبلة سيكون..الطوفان في الميعاد…